عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2012, 07:18 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة



قال أنبا ويصا: حدث مرةً أن مخلصنا كان جالسًا يتحدث مع أبي أنبا شنودة، ودخلتُ أنا ويصا تلميذه لكي أقابله، فاختفى المخلِّص في الحال. ولما تباركتُ من أبي سألته: "من هو، يا أبي القديس، الذي كان يتحدث معك؟ وأين ذهب حينما دخلتُ"؟ فقال لي أبي النبي: "كان هو الرب يسوع المسيح الذي كان يكلّمني
بأسرار". فقلتُ له: "وأنا أيضًا أريد أن أراه لكي يباركني". فقال لي أبي: "لا يمكنك أن تراه لأنك لا زلتَ مبتدئًا (أو صغيرًا أو حديثًا في الرهبنة)". فقلتُ له: "إنني خاطئ يا أبي القديس". فقال لي: "ليس الأمر هكذا، بل إنك خائر العزيمة". ثم قلتُ له بدموع: "أتوسل إليك يا أبي، تراءف عليَّ حتى أكون أنا أيضًا مستحقًا أن أراه". فقال لي: "إذا انتظرتَ حتى الساعة السادسة غدًا فتعالَ وحينئذ ستراني جالسًا معه، واحترس من أن تقول شيئًا لأحد".

وفي اليوم التالي دخلتُ حسب توجيه أبي، ولما قرعتُ الباب فارقه الرب في الحال. فبكيتُ وقلتُ: "إنني غير مستحق بالكلية أن أرى الرب في الجسد". ولكن أبي قال لي: "إنه سيعزّي قلبك يا ابني ويصا ويجعلك تسمع صوته الحلو". وفي مرة، رغم أن ذلك كان أكثر مما أستحق، سمعته يتكلم مع أبي وظللتُ أعترف بفضله كل أيام حياتي


حدث مرةً قحطٌ شديدٌ في منطقة إخميم، فجاء جمهورٌ كبيرٌ من السكان إلى أبينا شنودة لكي يُطعمهم. فأعطاهم خبزًا حتى فرغت الأرغفة من الدير. فجاء الأخ المسئول عن الخبز وقال لأبينا: "لقد كانت كمية الخبز التي أخذها الناس كبيرة، وماذا سنفعل مع هذا الجمهور الذي جاء إلينا ومع الإخوة في الدير"؟ فقال الأب لي وللذي وزّع الخبز: "اذهبا واجمعا الأرغفة الباقية مع الكسر الصغيرة، وبلاّها بالماء وأعطيا إياها للناس لتأكل". ففعلنا كما أوصانا ولم نترك شيئًا، وأخبرْنا أبانا بذلك، فقال لنا: "صلّوا لكي يبارك الله في الخبز حتى تطعموا الجميع". ففعلنا ذلك، ثم لما فتحنا مخزن الخبز وجدنا أن الخبز ملأ المخزن حتى فاض وسقط فوقنا من باب المخزن. ولما شبع الجمهور مجدوا الله وطوّبوا أبانا القديس




قال أنبا ويصا: جاء مرةً إلى أبينا القديس من بلدة "بيمجي" (واسمها الآن "البهنسا")، رجل كان معه 120 قطعة ذهبية، وكان معه صديقٌ، وقال الرجل لصديقه: "أريد أن أعطي هدية صغيرة لهيكل الأب شنودة كصدقة من أجل خلاص نفسي، ولكنني لن أسلّمها حتى أعرف أولاً إن كان هذا الأب الكبير سيعطيها كصدقة أم لا". ثم أعطى النقود الذهبية لهذا الصديق الذي جاء معه. ثم قابل أبانا القديس وقال له: "أتوسل إليك يا أبي القديس، ارحمني وأعطني عطية صغيرة: عشرين قطعة ذهبية لكي أعطيها لمن يُقرضني نقودًا لئلاّ يطردني من بيتي ويأخذه مني". فقال له أبي: "هذا ليس مكان مزاح يا ابني، فربما أنك تريد عشرين قطعة أخرى لكي تُضيفها إلى المائة والعشرين قطعة التي أحضرتها معك، لأنك تريد أن تجمع مبلغًا كبيرًا"!؟ ثم استدعى أبونا راهبًا وقال له: "اذهب إلى الحقل من طريق معين (حدده له)، وستجد رجلاً جالسًا على الأرض يمشِّط شعره، وفي يده جرّة ماء، فقُل له: ’إن صديقك يقول: اجلس هنا حتى أرى إن كان الكبير سيُعطي النقود في عمل محبة أم لا‘، وأنا أقول لك الآن: قم وتعالَ إليَّ".


فلما ذهب الراهب إلى الحقل وجد الرجل وقال له كما أوصاه أبي. وكان الرجل الذي جاء إلى أبي واقفًا أمامه وهو مندهشٌ جدًا، ثم أعلن قائلاً: "حقًا إنني علمتُ اليوم أنه يوجد نبيٌ في هذا الدير كما رأيتُ اليوم بعينيَّ"! ثم أعطى الذهب لأبي النبي أنبا شنودة، وبعد أن صلّوا انصرف الرجلان بسلام وهما يمجدان الله ويطوبان قديسيه




ذكر أنبا ويصا أنه جاء مرةً إنسان من قطر أجنبي، ولما سمع بمعجزات أبينا البار أنبا شنودة طلب أن يباركه، فقال له أبي: "كيف أباركك في حين أنك ارتكبتَ خطيةً عظيمةً وفظيعة"؟ فقال الرجل: "لا أعرف أية خطية ارتكبتُها، إنني مسيحي وقد آمنتُ بالله منذ طفولتي"! فقال له أبي: "ألا تتذكر اليوم الذي فيه أكلتَ وشربتَ ونمتَ في بيتك، وبينما كنتَ نائمًا خدعك الشيطان، فقمتَ وأخذتَ سيفك وخرجتَ ووجدتَ امرأةً فشققتَ بطنها بسيفك"؟ فأجاب: "حقًا يا أبي القديس، هذا حق، ولكن إذا تاب إنسان خاطئ ألا يُغفَر له"؟ فقال له أبي: "إنه بالتأكيد توجد توبة، فإذا احتملتَ العقاب التأديبي الذي أعطيه لك يغفر الله لك، لأن الله لا يشاء موت الخاطئ بل أن يترك طرقه الأثيمة ويفعل الصلاح ويحيا (حز33: 11). فلما سمع الرجل ذلك قص شعره ولبس الزي المقدس، وجاهد جهادًا مجيدًا، وصار راهبًا بارزًا حتى نهاية حياته.


وفي ثالث يوم من صيرورته راهبًا أخذ جرّة ماء وذهب معه أبي إلى البرية الداخلية حتى صارا على بُعد ثلاثة عشر ميلاً من الدير، وتركه هناك ليعيش في مغارة في صخرة كان طولها بمقدار طوله هو. وكان أبي يذهب إليه كل يوم سبت ليفتقده ويباركه ويُحضر له احتياجاته الضرورية. وبعد سنة ذهب إليه وقال له: "أخبرني عما حدث لك". فأجابه: "بمجرد أن طلع فجر اليوم، وجدتُ أن جسدي يرتعش جدًا حتى إنني قلتُ إن جميع أعصابي قد انتُزعت من جسدي، واضطربتُ إذ ظننتُ أنني سأموت سريعًا. ثم خرج من جسدي شيء منتن برائحة كريهة جدًا مثل رمّة عفنة، ثم دخل هذا الشيء في شقٍّ في الصخرة مثل البخار المدخِّن ثم اختفى. وقد ظللتُ في حالة شبه غيبوبة حتى جئت قدسك إليَّ"! فقال له أبي: "تعزَّ، فقد جاءك الخلاص اليوم وقد غفر لك الرب خطيئتك". ثم أعاده أبي إلى الدير وسط الإخوة.


ثم سألتُ أبي القديس أنا تلميذه ويصا قائلاً: "أليس هذا هو الذي جاء إلينا من قطر أجنبي"؟ فأجاب بالإيجاب. فسألتُه: "أين كان هذا الوقت كله"؟ فأجابني: "بعد أن جرحه وحش شرير، أخذتُه إلى الطبيب الذي شفاه فحلّ عليه الخلاص"! وظلّ هذا الأخ يمجِّد الله كل أيامه


يتبع



  رد مع اقتباس