[walaa farouk]

++++++++++++++

أيقونة القيامة هي في الحقيقة أيقونة نزول الرّبّ إلى الجحيم.
فالكلمة صار جسدًا وافتدانا الله بدمه، وأبطل الموت بعبوره فيه ورفع الإنسان إلى العلى. هذا هو الحدث الخلاصي والتدبير الإلهي المعد قبل إنشاء الزمان لخلاص جنس البشر.

+ من هنا نرى في الوسط الرّبّ يسوع المسيح قائمًا يلبس ثوبًا أبيض اللون رمز النقاوة والطهارة، ويشع من الرّبّ النور الإلهي غير المخلوق. فقد سطعت شمس البّر وتبدد ظلام الخطيئة واستعادت الإنسانية جمال الصورة الإلهية التي خلقت عليها.

+ الهالة الذهبيّة خلف رأس المسيح دلالة على ألوهيته، يتوسّطها صليب وكُتب عليها ثلاثة أحرف باللغة اليونانيّة تعني كلمةً واحدة ألا وهي : الكائن، أي أنا هو.

هذه العبارة نفسها أطلقها الله على نفسه عندما كلّم موسى النبي بالعليقة غير المحترقة، فاسم يهوه يعني الكائن من ذاته, ومنه أتى اسم يسوع أو يشوع "يهوه + شع" الذي يعني يهوه يخلّص، أي الكائن من ذاته الذي يخلّص، إذ أن "شع" بالعبرية تعني الخلاص.

هذا تمامًا ما أكّده الملاك ليوسف خطيب مريم العذراء والدة الإله بقوله: "ويدعى يسوع لأنًه يخلّّص شعبه من خطاياه".
كما أن الرّب يسوع المسيح قال لليهود: "قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن"، "ومتى رفعتم ابن الإنسان تعرفون أنا هو".

+ يقيم الرّب يسوع بكليتي يديه آدم وحواء من القبر ويرفعهما إلى العلى.
الجميل هنا أن آدم يلبس مثل المسيح تمامًا علامةً على تألّه الإنسان بالنعمة الإلهية، كذلك حواء ترتدي ثوبًا أرجواني اللون تعبيرًا عن المجد الإلهي الذي التحفت به مريم العذراء والمدعو إليه كلّّ إنسان أن يلتحفه بدوره إذا اقتبل المسيح مخلصًا وإلهاً له وحفظ وصاياه.

+ تشير الأيقونة أيضًا إلى أن المسيح هو سيّد الكون، وهذا ما تعنيه الألوان الثلاثة خلفه: السماء الأزرق الفاتح، الأرض الأزرق الوسطي، والجحيم الأزرق القاتم. أمّا خلفية الأيقونة مطلية باللون الذهبي تعبيرًا عن الملكوت السماوي.

+ الجماعة التي تحيط بالرّب يسوع مؤلّفة من أشخاص من الكتاب المقدّس:
على يمينه نشاهد آخر نبي من العهد القديم وهو القدّيس يوحنا المعمدان الذي يُشير إليه هنا بيده، جانبه تمامًا نشاهد سليمان الملك باني هيكل أورشليم، وعن يمينه والده الملك داود الذي أتى المسيح من ذريّته.

+ بينما عن يسار السيّد نشاهد بالتسلسل:
هابيل الراعي أول شهيد في الكتاب المقدّس الذي قُتل غدرًا وحسدًا، بجانبه النبي إيليّا والنبي موسى، وكلاهما كلّمهما الرّبّ في العهد القديم، وظهرا معه في التجلّي في العهد الجديد، وكان ذلك قبل صلبه أي قبل ذهابه إلى أورشليم ليموت ويقوم في اليوم الثالث.

+ نحت أقدام المسيح نشاهد أبواب الجحيم مخلّعة والشيطان مقيّد ومهزوم وأقفال الموت ومساميره مبعثرة إشارة إلى أن الرّبّ فجّر الجحيم بدخوله إياها ووطىء الموت بالموت، وبتنا جميعناً قيامييّن بالرّبّ يسوع.

المسيح قام حقًا قام