+ حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ، أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ (أمثال 11: 14) مَقَاصِدُ بِغَيْرِ مَشُورَةٍ تَبْطُلُ، وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ (أمثال 15: 22)
فعند قراءة كلمة الله دائماً المعوق الرئيسي في عدم فهمها فهماً صحيحاً هو الهياج العاطفي والمشاكل النفسية الموجودة في الإنسان، فمثلاً إنسان عنده مشاكل اجتماعية ودخله ضعيف، أو تربى في بيئة فقيرة، وبذلك تتواجد عنده مشكلة في نفسيته وهو الرغبة الجامحة في الخروج من هذا الجو الذي عاش فيه، فحينما يقرأ كلمة الله ويجد غنى إبراهيم أب الآباء أو وعد الله الأرضي لبني إسرائيل أو آيات تُشير للبركة، فأن قلبه يتعلق بها ويظن أن هذا هو وعد الله لهُ ويصلي ويتأكد في قلبه هذا الوعد، فيحيا على أمل أن يعطيه الله غنى لأن هذا هو وعده الذي وعده به، مع أن بعد فترة وفي عدم تحقيق هذا الظن يفقد الأمل بل والإيمان ويبدأ يتسائل لماذا الله لم يحقق لي وعده، ويبدأ في الشكوى إلى أن يصل لنقطة إنكار وجود الله بالتمام.
فأحياناً الشاب يُريد مقتنيات كثيرة وقلبه فيها، وقبل أن يتنقى قلبه فأنه يدخل للإنجيل وفي داخل قلبه يشتهي أن ينال أشياء في العالم والقلب بطبعه نجيس ومخادع، فبشكل خداعي دون أن يدري لأنه لم يقتني بعد روح التمييز والإفراز، فأنه حينما يقرأ كلمه الله يُسقط حاجته عليها فيستمع لصوت الله حسب ظنه، ويدخل في الصلاة محمل بكل مشاكله النفسية وبالتالي يطالب بالوعد الذي وعد به نفسه، ظناً أن هذه هي مشيئة الله ويتحدث عنها بيقين، فاحذروا لأن على مر خدمتي 30 سنة شوفت هذا الأمر يتكرر بنفس ذات مشكلته بالحرف الواحد عند ناس كثيرة جداً، وفي النهاية ابتعدوا تماماً عن الله قلباً وقالباً لأنه لم يحقق هذه الوعود المزعومة، لذلك فأن مشكلة إنجيل الرخاء المنتشر عند البعض هو مقبول في الأةوساط الشبابية لأن فيه تحقيق مآرب النفس لذلك فهو مقبول عند الناس التي تتبع الله بعواطفها وتقلباتها النفسية.