وفى فلسطين تتوقف الحياة على مياه الأمطار والينابيع في المناطق الجبلية، أكثر مما على مياه الأنهار كما هو الحال في مصر وبلاد بين النهرين (تث 8: 9، 11: 10 و11). والجداول والنهيرات الصغيرة تجف عادة تمامًا في فصل الجفاف بعد أن تنقطع المطر وتذوب الثلوج فوق الجبال (مز 146: 4، إرميا 15: 18، يؤ 1: 20).
وكثيرًا ما تنشب الحروب والمنازعات بين القبائل في الجنوب حول الآبار والينابيع الجوفية، إذ لم تكن الحياة ممكنة بدونها (تك 21: 25، 26: 18- 22). وكثيرًا ما سبب الجفاف هلاك المواشي والمحاصيل (1 مل 18: 1 و2و5). وبمرور الأيام اجتثت الأشجار على المرتفعات لاستخدام أخشابها في بناء البيوت وللوقود ولصناعة الأثاث المنزلي، وكانت النتيجة أن نالت عوامل التعرية من التربة وتزايد الجفاف، فزحفت الصحراء على أطراف الأرض التي كانت قبلًا خصبة ومثمرة، فهاجر الناس بحثًا عن موارد المياه، مما أدي إلى ازدحام المناطق الخصبة في الهلال الخصيب بالسكان.
وقد ثبت لعلماء الآثار، أن وجود نبع ماء جيد، كان يغري الناس بالتجميع حوله وبناء المدن والاستقرار فيها. كما كانوا يحفرون الآبار ويبنون أحواض المياه أو البرك (2 مل 18: 31) لضمان حاجتهم من المياه، وبخاصة في أوقات الحصار، مثلما فعل حزقيا الملك (2 أخ 32: 30). ويذكر العهد القديم البركة في حبرون، التي علقت عليها أجسام ركاب وبعنة ابني رمون البئيروني لقتلهما ايشبوشث (2 صم 4: 12). والبركة الكبيرة في السامرة حيث غسلت مركبة أخآب من دمه بعد مقتله في راموت جلعاد (1 مل 22: 38)، وعدد آخر من البرك في أورشليم (2 مل 18: 17، إش 7: 3، 22: 11، نح 2: 14، 3: 17..الخ، يمكن الرجوع إلى مادة "بركة").