عجيب أنت يا الله في تعاملاتك مع أولادك..
كم من مرة تدعو ونحن نتجاهلك..
تقرع ونحن لا نفتح..
تدعونا للوليمة السمائية ونحن ننشغل عنك..
تحبنا وتشتاق لخلاصنا رغم تعدياتنا المستمرة على وصاياك.
. وحين تزداد خطايانا وتجاوزاتنا، وتصعد شرورنا أمامك، تنادينا:
"هلم نتحاجج"!
فنظن أنك ستعاقبنا على آثامنا،
ولكننا نسمع صوت قلبك الحنان وهو يقول لنا باشتياق قوي لتوبتنا:
إن كانت خطاياكم قد لوثت ثوب معموديتكم، ها أنا اغسلكم منها، فنصير أبيض من الثلج..
وإن كنا لا نستحق إلا كل عقاب،
لكنك أنت لاتزال تتحنن علينا وتدعونا للتوبة..
ليته لا ييأس أحد من نفسه حتى وإن بلغ أقصى الشر،
حتى وإن عبر إلى العادة في صنع الشر،
نعم حتى وإن حمل طبيعة الشر نفسها لا يخف..
عظيمة هي قوة التوبة، فإنها على الأقل تجعلنا كالثلج،
نبيض كالصوف،
حتى وإن كانت قد ملكت الخطية علينا وصبغت نفوسنا..
/القديس يوحنا ذهبي الفم/