+ فكل من يلجأ لله بتواضع ووداعة قلب بكل ثقة، فأنه ينال منه البرّ وقوة الحياة التي تُبطل الموت، لأن كل من آمن بالمسيح الرب إله حي وحضور مُحيي، فأنه لن يرى الموت الأبدي ولن يتذوق حزن الفساد بل يكون له نور الحياة الأبدية قوة تملأ حياته بهجة وفرح عظيم متذوقاً قوة السلام وسط الضيقات وآلام هذا الزمان الرديء.
يقول القديس مقاريوس الكبير:[فكما أن الحديد إذا أُلقيَّ في النار يتحول عنه الجوهر اليابس الذي لطبيعته ويصير ليناً بقدر مقامه في النار، كذلك النفس التي تنكر العالم وتعلق شوقها بالرب بالتفتيش الكثير والكد والجهاد، وتنتظره انتظاراً دائماً بالإيمان والرجاء حتى تنال النار السمائية ومحبة الروح؛ حينئذٍ تنفك من محبة العالم وتنفلت من كل فساد الأهواء، وتتغير طبيعتها من يبوسة الخطيئة وتخضع للعريس السمائي بحب شديد لا يوصف] (العظة الرابعة للقديس مقاريوس الكبير – ص34) [النعمة حينما يلمحها الإنسان من على بُعْد، يفرح بها، ولكن حينما تدخله القوة الإلهية وتمسك أعضاءه كلها وتستأسر قلبه ولُبَّه لمحبة الله، فإنه يتغيَّر ويصير شخصاً آخر] (العظة السابعة للقديس مقاريوس الكبير – ص59)