ومن العجائب الشهيرة التي جرت على يديه إرواء الشعب بالماء في مارة (خر 15: 25) وعند حوريب (خر 17:6 7) وقادش (عد 20: 1 و 8-13). ولما عطشوا في البرية إذ داروا بأرض ادوم (عد 21: 4) لقساوة شعب ادوم الذي منعهم من المرور بأرضه ولما عطشوا ايضًا حينما عبروا تخم موآب قال الرب لموسى اجمع الشعب فأعطيهم ماء الخ (عد 21: 16-18). وفي مدة ارتحالهم كلها كان الرب يلهم موسى بكل ما يلزم وعندما اقتربوا من تخوم الأموريين تولى موسى قيادة الجيش بنفسه وهو الذي أرسل الجواسيس ليتجسسوا الأرض ونهى العبرانيين عن القتال عند حرمه. وقد انتصر على سيحون ملك الاموريين وعوج ملك باشان. ولا بد انه جال في كل جلعاد وباشان ورأى لبنان وحرمون.
وكان موسى نبيًا عاين شبه الرب (عد 12:8) وبقي أربعين يومًا مع الله في السحاب على سيناء إذ شرفه الله بذلك مرتين (خر 24: 17 و 34: 28). ويعرف عند الكثيرين بأنه كليم الله. وقبل وفاته راجع مع الشعب سنن الناموس ولخص لهم تاريخ رحلاتهم ومعاملة الله له في البرية وانذرهم من الارتداد وأوصاهم بما يجب عمله ثم بارك الأسباط ودون كل ذلك في سفر تثنية الاشتراع. ثم اعد نفسه للموت ومع انه بلغ المئة والعشرين سنة من العمر لم تكل عيناه ولا ذهبت نضارته (تث 34: 7). ويوم وفاته صعد إلى رأس الفسجة "فأراه الرب جميع الارض من جلعاد إلى دان وجميع نفتالي وارض افرايحم ومنسى وجميع ارض يهوذا إلى البحر الغربي والجنوب والدائرة بقعة اريحا مدينة النخل إلى صوغر" (تث 34: 1-3) ثم مات ودفنه الرب "في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور. ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" (تث 34: 6) ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهًا لوجه (تث 34: 10).
وظهر موسى مع ايليا على جبل التجلي فتكلما مع المسيح "عن خروجه الذي كان عتيدًا أن يكلمه في أورشليم" (لو 9: 31).
وكان موسى رمزًا للمسيح فانه أبي أن يُدعى ابن ابنة فرعون لأنه لم يكن يملكه ذلك مع حفظ ديانته. كما ابى المسيح ان يقبل ممالك العالم لأنه لم يمكنه قبولها بدون الإذعان لمطالب الشيطان. وكان موسى محررًا لشعبه كما أن المسيح يحرر تابعيه من عبودية الخطيئة. وانشأ موسى ناموس الوصايا الجسدية أما يسوع فقد وهب ناموس الحياة الروحية. وكان موسى نبيًا أما يسوع فنبي أعظم منه. وكان موسى وسيطًا بين الله وشعب بني إسرائيل وهكذا المسيح هو وسيط بين الله والناس. والذين يغلبون على الوحش وصورته يرتلون ترنيمة موسى والحمل (رؤ 15: 3).
صورة: فن قبطي معاصر، أيقونة سيدنا موسى النبي
وقد اختلف العلماء والمؤرخين في تحقيق زمن موسى فقد ظن بعضهم انه كان معاصرًا للملك تحتمس الثالث (1490-1436 ق. م.) وان الخروج حدث في أيام آمون-حوتب الثاني (1436-1411 ق. م) وقد ظن آخرون انه حدث في أيام رعمسيس الثاني (1290-1223 ق.م) كما ظن غيرهم انه حدث في أيام منفتاح (1223-1211).
ومهما يكن من أمر زمن موسى وتاريخ الخروج إلا أن الحوادث التي تمت في حياته، واسمه وتربيته وهروبه إلى سيناء ومعاملاته مع فرعون وكل هذه تتفق مع ما نعلم من عادات الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر.
* في الإسلام: سيدنا موسى.
* يُكتَب خطأ: موسا، موصى، مؤسى، موئسى.
* كلمات الربط: لموسى، بموسى، وموسى، كموسى، فموسى.
* يُقال أيضًا: الشريعة الموسوية، أي الشريعة التي أوحي بها إلى النبي موسى.