شجاعة البذل والعطاء المسيحى
الصليب هو علامة قوة المحبة والبذل والفداء فى المسيحية ، وليس علامة ضعف او تخاذل ، ولقد اعلن السيد المسيح لتلاميذه انه سيسلم ليد الامم ويستهزء به ويقوم فى اليوم الثالث . وقال عن حياته { ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها و لي سلطان ان اخذها ايضا} (يو 10 : 18) . ففي شخص السيد المسيح التقى الحبُّ بالشجاعة والبذل والتضحية . وفيه التقيا العدل والرحمة ومات البار عن الخطاة والأثمة . وهذا ما اعلنه لنا السيد فى بدء خدمته { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية .لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان و الذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم و احب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة} يو 14:3-19.
لهذا عبر الشهداء عن قوة ايمانهم ولم يخافوا الامبراطورية الرومانية بجيوشها واسودها وكل عذاباتها للمسيحيين، ولقد انتصر الايمان علي الوثنية . والاشخاص العزل على قوة السلاح حتى اعلنت المسيحية ديانة للدوله فى عهد قسطنطين قبيل منتصف القرن الرابع وان استمرت موجهات الاضطهاد للمؤمنين من اعداء المسيح من جيل الى جيل برهاناً على قوة المحبة الباذلة واظهاراً لفضائل اتباع المسيح . روت دماء الشهداء بذار الايمان ليصبح شجرة عظيمة ، كان لسان حال الشهداء كما هو حالنا ايضا ان نقول كما نؤمن ونحيا شهود لايماننا فى شجاعة ومحبة { لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء. وان كنا لابسين لا نوجد عراة. فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة. لان محبة المسيح تحصرنا اذ نحن نحسب هذا انه ان كان واحد قد مات لاجل الجميع فالجميع اذا ماتوا. وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم وقام. } 2كو 1:5-4 ، 14-15. لقد تغير مفهوم الالم وأصبح شركة حبٍّ مع الرب المتألِّم ، وارتفع إلى مستوي الهِبة الروحية ، والموت متى يشاء الله أصبح انتقال للمجد والسماء ويستقبله المؤمن سعيداً راضياً . وليس في هذا عجب؛ فقد تحوَّل الموت من شئ مُرعب إلى جسرٍ ذهبي ومَعبر يَعبر بنا من حياة قصيرة وغُربة مؤقتة وثوبٍ بالٍ إلى سعادة أبدية دائمة.