[walaa farouk]

من ذكرياتي هذة الأيام مع أبينا
مثلث الرحمات
قداسة البابا شنوده الثالث
أهنئكم أحبائي باعوام جديدة في حياتنا و استرجع معكم اجمل اللحظات مع أجمل إنسان.
لن ينسي لأنه لم يكن كأي إنسان.
مثل هذه الايام كنت أبيت بجواره حتي نياحته.
كان قداسته قليل النوم بطبعه طيلة عمره فكان يومه ينتهي في الثانية عشر مساءاً تقريباً و يبدأ في الخامسه صباحاً
و لكن هذه الفتره اكتشفت ان حتي هذه الساعات القليلة لم ينامها . إنما يستيقظ كثيراً و يسأل عن الساعة و يطلب الكتاب المقدس و يحدد لي سفراً و إصحاحاً لأقرأه له و أظل أقرأ حتي يقول (كفايه) و يبدأ في الحديث في تأمل عما قرأت و كأنه كان يراه. او يعيشه.
و كان هذا يحدث كثيرا صباحاً في وجودنا معه و لكن العجيب ان حين يستيقظ هذا الرجل في أي وقت لا يطلب سوى الكتاب المقدس.
لم يطلب طعاماً او شراباً إنما كلمة الله.
فلم يكن الكتاب المقدس له كتاباً يحضر منه عظاته او يتأمل فيه إنما نهراً يستمتع بالارتواء منه ليخرج لابنائه كنوزاً من تأملاته فيه. لذا كان الله يكشف له دوماً تأملات جديدة لم يقلها قبله أحد. يحياها و يحث أبنائه علي أن يعيشوها. و كان هذا من شغفه للجلوس وحده في تأمل و هدوء.++++++ و نحن أحبائي حبن نبدأ أعواماً جديدة في حياتنا. ليتنا نبدأها واضعين الله و كلماته أمامنا. نجلس لانفسنا فاحصين ذواتنا من جهة كلمة الله هل نحياها ام نقولها فقط.
هل نسعي نحو الله بعمق أم نحو المعرفة السطحية فقط.
هل وصايا الكتاب لنا كلمات نتلوها و نعظ بها أم نمارسها في حب و اتضاع.
هل معرفتنا بالكتاب و تفسيراته للنمو الروحي الداخلي أم للحديث الجيد الجزاب.
ليتنا نبدأ أعواماً جديده بفكر جديد و قلب جديد و روح جديدة منقين أنفسنا من كل ما يشوبها. من الداخل و الخارج. ++++
أبي كم كنت عظيماً في كل أمر في جهادك في اتضاعك في التزامك في كل جنبات حياتك. صلي عنا كي يهبنا الله اياماً مليئة بالسلام و انت تنعم بالتمتع بملك السلام.صلي عنا و عن وطننا و كنيستنا و حياة راعيها.صلي عنا يا من لا تنسانا.القمص بولس الانبابيشوى