[walaa farouk]

في حياة مثلث الرحمات
قداسة البابا شنوده الثالث.
لم تكن الأصوام و الأعياد بالنسبة له مجرد مناسبة نهنئه بها و يهنئنا بها. إنما و رغم خبرته و جهاده الكبير. كان دوماً يدقق و يراجع نفسه في كل مناسبة و يتعلم و يثمر و ينمو. و كان كذلك و خاصة السنين التي عاشرته فيها. كثير التدقيق مع نفسه بل و مراجعة نفسه في كل موقف. حين نحدثه عن إنجازاته يحدثنا عن تقصيره.
لأنه لم يكن بداخله سوى هدف واحد هو الله.
يعمل له و يعمل به. و كان حديثه دوماً في وقت السلام و وقت الشدائد. عن أنه لا يراعي إلا الله فقط في كل أمر يخص الكنيسة و أبنائه. و كان يدرك قدر المواهب التي منحها له الله باتضاع. و يدرك نعمة الله الحافظة له ولا يغفل عنها ....
و نحن أحبائي في طريق حياتنا نجد كثيراً من النعم التي يهبها لنا الله حتي ان كنا لا ندرك مدي عظمتها أحياناً . أبسطها أنه يهبنا دوماً فرصاً جديدة لنغير من أنفسنا و نتوب و نرجع له بالكلية. و نعيش في بر و سلام مع أنفسنا و مع الأخرين لنكمل حياتنا بفرح و مسرة . و يذكرنا بذلك في كل وقت. و كل مناسبة لنا ....
و كذلك أيضاً نجد معوقات من خارجنا و حروب من داخلنا.
أصعبها تلك التي تأتينا من داخل أنفسنا. فكل أمر أو رغبة أو شهوة أو شخص أو فكر يبعدك عن الله و عن طريق نموك نحوه بإرادتك و سعيك. قد صار لك إله أخر بجوار الله. بل و ربما تنسي الله بجواره. فتكون حياتنا حينئذ خالية من السلام. لأنه ليس سلام بعيد عن الله. إذاً لنبحث بتدقيق داخل أنفسنا بضمير صالح معتدل. و ننزع من داخلنا كل هذه الألهة الغريبة كما علمنا الكتاب كي نكون بالكامل لله. فيكون لنا كل شئ. و نثق أن رحمة الله أكبر و أعظم من أن ندركها. فهو أحن علينا من أنفسنا.
هو من يقبل دون أن يجرح.
هو من يسامح و يغفر دون أن يعاتب.
هو من يسند دون أن يعير...
صلي عنا يا أبانا لنكون دوماً يقظين لما فيه خيرنا منقين أنفسنا من كل معوقات طريقنا نحو الله لنتشبه بك في جهادك. صلي عن وطننا و كنيستنا و حياة راعيها. صلي عنا يا من لا تنسانا.القمص بولس الأنبابيشوى