[Mary Naeem]

قصة أول متحولين جنسيا في العالم

هل تتخيل يوما أن تنظر لنفسك في المرآة، وترى وجهين وجسدين، ولا تستطيع أن تحدد إلى أيا منهما تنتمى روحك؟، تمنعك نظرة المجتمع من التحديد، وتتعاظم مآساتك يوما بعد يوم وأنت تبحث عن هوية جنسية ترضيك، هذا هو حال المتحولين جنسيا حول العالم، وتتعاظم أزمتهم كل يوم لتثير جدلا وحيرة كبيرة بين الأطباء، ورجال الدين، واستنكار المجتمع.

أول متحول جنسي
ورغم مرور سنوات طويلة على هذا الجدل، نرصد أشهر قصة رجلين في التاريخ تحولا إلى إمرأة، بالتزامن اليوم مع ذكرى أول عملية طبية أجريت لذكر يدعى "جورج يورجنسن"، كأول رجل يجرى عملية تحول جنسي فى العالم ليصبح "كريستين يورجنسن".

جورج يورجنسن بعد تحوله الجنسي
رحلة تحول "يورجنسن"
حكايته تعود إلى عام 1950، عندما سافر الى الدنمارك، ليتحول من رجل الى إمرأة، ويصبح أول متحول جنسي فى التاريخ، وفور إقدامه على تلك الخطوة، وجد راحة كبيرة فى هيئتة النسائية الجديدة، بل استفاد من قصة تحوله الجنسي ليعقد صفقات مع الصحف مقابل عائد مادي يحكى تجربه تحوله الجنسي، بل ظل يشدد فى كل الحوارات التى أجريت معه:" أنا أستمتع لكوني فتاة".
"ليلى ألب"
وسار على درب جورج يورجنسن، إينار فاجنر، الذى تحول هو أيضًا لامرأة وسمى نفسه" ليلى الب"، وتحول إلى أول متحول جنسي يلهم السينما العالمية بقصته، لتتحول إلى فيلم "الفتاة الدنماركية" الحائز على جائزة الأوسكار، ووثق الفيلم قصة "ليلى ألب" الحقيقية، التى عاشت فى بداية ثلاثينات القرن التاسع عشر، وتمردت على وضع هويتها الجنسية المزدوجة لتحسم الصراع اتجاه التحول إلى إمراة، بمساعدة الطبيب "ماجنوس هيرشفيلد"، لتحظى قصتها بتعاطف العالم بعد تقمص الفنان العالمي "إيدى ريدماين" لشخصيتها بفيلم" الفتاة الدنماركية"

الشخصية الحقيقة لبطلة فيلم الفتاة الدنماركية
اللحظة الحاسمة التي دفعت "فاجنر" للتحول إلى "ليلى" جاءت عند شعوره أنه يميل إلى كونه أنثى، وحسم هذه الحيرة الموقف الذى وجد نفسه يتقمص دور فتاة، عند تأخر موديل عن زوجته الرسامة التى كانت ترسم لوحة لفتاة، فإذا به يشعر بالارتياح الشديد بعد تقمصه للدور، ولارتدائه ملابس نسائية، حيث حرك هذا المشهد مشاعره المكبوتة.

الشخصية الحقيقية للفتاة الدنماريكة إيدى ريدماين
حلم الأمومة يقضى على حياته
وفور اعتراف"إينار" لزوجته برغتبه فى التحول، حزنت بشكل كبير، ولكنها لم تتخل عنه، بل رسمته في كل لوحاتها كفتاة، وفي عام 1930 بدأ "إينار" بإجراء أول عملية تحول جنسي توثقها السينما العالمية، حيث استأصل الخصيتين، ثم أجرى بعدها العملية الثانية لزرع مبيضين، والثالثة لاستئصال كيس الصفن والقضيب، والرابعة من أجل زرع رحم وقناة مهبلية، لتنهي العملية الآخيرة حياته بعد رفض جسده تقبل زرع الرحم.

مشهد من فيلم الفتاة الدنماركية
وتوفي في النهاية بالسكتة القلبية، وقبل وفاته وثق معاناته فى كتاب تضمن مذكراته، حيث تنبأ بالموت قائلًا: "الآن أعرف أن الموت قريب الليلة الماضية حلمت بأمي أخذتني بين ذراعيها ونادتني باسمي وكان أبي موجودا بالحلم".

قصة الفتاة الدنماركية
وفور موت "ليلي ألب" ألهمت قصتها المخرح توم هوبر، وسرعان ما حولها إلى فيلم سينمائي ظهر عام 2015، وحصل على جائزة الأوسكار، ليتم إنتاجه فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة، من بطولة إيدي ريدماين، وأليسيا فيكاندير، وماتياس شونارتس، وبن ويشا، وآمبر هيرد.

إيدي ريدماين بطل فيلم الفتاة الدنماركية