السيد المسيح قدوة ومثال ..
رسالَةُ السيد المسيح الخلاصية ..
لقد جاء السيد المسيح برسالة سامية بها يريد ان يعلمنا مدى محبة الله الاب لنا ويريد ان يوحدنا فيه وبه ومعه بالمحبة الروحية {عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 17 : 26). وبهذه المحبة بذل ذاته عنا خلاصا بعد ان جال يصنع خيرا ويشفى جميع المتسلط عليهم أبليس { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة} يو16:3-19. ولقد كان السيد المسيح عالماً برسالته وطبيعتها منذ البدء. وعندما ترك القديسة مريم ويوسف النجار فى عمر الثانية عشر وبقي فى الهيكل يجادل الكهنة والكتبة ورجعوا يطلبونه قال للعذراء مريم { الأ تعلمان أننى لابد ان أكون فيما لأبى} (لو 49:2). كان بهذا يعنى انه منشغل ومهتم بالرسالة السامية التى تختص بأبيه السماوى وتعليم وتقديس البشرية وقيادتها الى الاحضان الإلهية . وهذا ما اعلنه الملاك للعذراء فى البشارة بمولده { وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} لو 31:1-35. انه ابن الله ليس بتناسل جسدى ولا بالمعنى المجازى بل ولاده روحية كانبثاق النور من الشمس والفكر من العقل دون ان ينفصل عنه .
ولقد اعلن الملاك ليوسف عن اسمه ورسالته { فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم} مت 21:1. وهذا ما بشر به الملاك الرعاة يوم مولد المخلص { وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم و مجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب} لو 8:2-11. وهذا ما صرح به المخلص الصالح فى العديد من المناسبات { انما جاء ليسعى ويطلب ويخلص من قد هلك } لو 10:19. وهذا ما شهد به ايضا تلاميذه بعد القيامة { ليس بأحد غيره الخلاص} يو 12:4.
مثابرة السيد المسيح على أنجاز رسالته ..
كانت حياة السيد المسيح منذ بدأ خدمته حتى الصلب والقيامة هى حياة مثابرة وكفاح بغير كلل وباصرار دون ملل على انجاز مهمته التى من اجلها جاء الى العالم . جال الاراضي المقدسى وما حولها يبشر ويعلم ويعزى ويصنع المعجزات ويشفى الامراض فى المدن والقري والبيوت والشوارع والمجامع والهيكل ويقضى الليل فى الاختلاء مع ابيه الصالح وكانت الجموع تبحث عنه كطبيب لارواحهم ونفوسهم واجسادهم وذات مرة بحثوا عنه لئلا يذهب عنهم فقال لهم انه يجب ان يبشر المدن الاخرى ايضا { ولما صار النهار خرج وذهب الى موضع خلاء وكان الجموع يفتشون عليه فجاءوا اليه وامسكوه لئلا يذهب عنهم. فقال لهم انه يبنغي لي ان ابشر المدن الاخر ايضا بملكوت الله لاني لهذا قد ارسلت. فكان يكرز في مجامع الجليل} لو 42:4-44. وفى مجمع الناصرة لخص لهم دعوته كما جاءت فى نبوة اشعياء النبى {وجاء الى الناصرة حيث كان قد تربى ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه. روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية.واكرز بسنة الرب المقبولة. ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم} لو 14:4-21. وهو يدعونا امس واليوم والى الابد للتعلم منه والاقتداء به ويقول لنا {احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 : 29).