ما قلناه:
ما هو اهتمامنا الأول؟اهتمامنا العميق يقي؟
إنسان آخر في الخدمة يهتم كيف تمتليء الكنيسة بالناس هذا هو كل هدفه ولايهتم بأن يصل هؤلاء الناس إلي الله وربما يلجأ إلي وسائل عالمية!!
مثلما تلجأ بعض الطوائف إلي منح المعونات المالية والاجتماعية لجذب بعض المحتاجين إليهم ويخرجونهم بذلك من كنائسهم!!الاهتمام كله ليس في الملكوت إنما في أن يزيد عددهم ولو علي حساب كنائس أخري
كثيرون يهتمون بأنفسهم اهتماما جسديا.
إما من جهة الأكل والشرب والملبس وإما من جهة شهوات الجسد.. بينما يقول الرب لاتهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون.. فإن هذه كلها تطلبها الأمم مت6:32,25
أما عن وضع الإنسان همه كله في شهوات جسده فيقول الرسول اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله..فالذين هم في الجسد لايستطيعون أن يرضوا الله رو8:6-8ويستمر الرسول إلي أن يقول:
إن عشتم حسب الجسد فستموتون
ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون رو 8:13 في أي شيء نضع متعتنا وبالتالي اهتمامنا؟كل شهوات الجسد الحسية تمتع بها سليمان في مغالاة شديدة إلي أن قال ومهما اشتهته عيناي لم أمنعه عنهم اجا2:10 وماذا كانت النتيجة؟.. رأي أن الكل باطل وقبض الريح جا2:11
والبعض يهتم بالراحة النفسية له ولغيره حتي ولو لم تكن علي أساس روحي..الأم مثلا قد تضع في اهتمامها الأول أن تكسب محبة ابنها وأن تريحه لكي يريحها ولو كان علي حساب روحياته فتدلله وتعطيه كل ما يطلب وتغطي علي أخطائه ولا توبخه علي خطأ خشية أن تفقد محبته وينشأ الولد مدللا ويفسد.. لأن أمه لم تضع في اهتمامها أن تقودة في الطريق السليم حتي لوغضب حينا حتي لو وقفت ضد إرادته الخاطئة ثم تقنعه وتصلحه وتصالحه.. إنها إن اهتمت براحة نفسيته وليس بروحياته ستفقده أبديته بل حتي حياته الاجتماعية لأنه سيخرج إلي المجتمع فلا يجد نفس التدليل الذي اعتاده في البيت فيتعب من المجتمع أو ينعزل عنه وتكون التربية المنزلية قد أضرت به نفسيا أيضا ولو بعد حين
كذلك قد نهتم بحالة المريض النفسية وليس بمصيره الأبدي
وبألوان كثيرة من الكذب والخداع نخفي عنه حقيقة مرضه ولا نلمح بخطورة المرض ولو من بعيد خوفا علي نفسيته ومعنوياته التي نضعها في قمة اهتمامنا.. إلي أن يفاجئه الموت ويموت بدون استعداد ويهلك.. المفروض في الأمراض الميئوس منها أن نعد المريض لأبديته بحكمة.
لست أنصح أن نكاشفه بحقيقة مرضه إن كان لا يحتمل.. وإنما نضع في عمق اهتمامنا أن نعده روحيا حتي إن حدثت معجزة وشفي.. بكل حكمة نقوده إلي الحياة مع الله وليس بسبب الخوف من الموت.. إنما بأسلوب إيجابي مؤثر وبكل وسائط النعمة المتاحة.
كذلك هناك سؤال أساسي نعرضه في موضوع الاهتمام:
* هل أنت تركز كل اهتمامك بنفسك؟أم تهتم بغيرك ولو فضلته علي نفسك؟
ما هو اهتمامك الأول؟أهو ذاتك؟أم أنت تخرج عن دائرة الذات لتهتم بالآخرين اهتماما من عمق قلبك تصل فيه إلي الخدمة والعطاء والبذل إلي حد بذل النفس أيضا..
هل تهتم براحتك أم براحة غيرك؟
وهل في اهتمامك براحتك لا مانع لديك أحيانا أن تبني راحتك علي تعب الآخرين.. كالأسرة التي تطلب من عائلها طلبات فوق احتماله ترهقه وتحرجه وتربكه ولا تبالي!
إن الروحيين والمصالحين جعلوا اهتمامهم الأول يتركز في المجتمع الذي يعيشون فيه. الاهتمام بالأسرة, بالمعارف والأصدقاء, بالمجتمع بالكنيسة, بالوطن كله وبالعالم البشري كله والمساهمة في راحته وفي تخفيف أتعابه. وهكذا ظهرت هيئات وجمعيات هدفها إنقاذ الآخرين أو إعانتهم من كل ناحية مثل الهيئات العالمية للصحة ولتربية الأطفال ولإنقاذ العالم من الجوع والكوارث والمشكلات الاجتماعية.. كذلك الهيئات التي تعمل علي طبع الإنجيل ونشره والتي تعمل علي نشر الكلمة...والهيئات التي تجاهد للمحافظة علي حقوق الإنسان
* السيد المسيح كان كل اهتمامه بالأخرين.
كان يجول يصنع خيرا اأع10:38 يكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وضعف في الشعب مت4:23 يتحنن علي الكل ويشبع كل حي من رضاه يبشر المساكين, يعصب منكسري القلوب, ينادي للمسبيين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق أش61:1.
وفي نفس الوقت لم يهتم بذاته ولم يكن له أين يسند رأسه لو9:58لم يهتم المسيح بكرامته لما أغلقت إحدي قري السامرة أبوابها في وجهه ووبخ تلميذيه اللذين طلبا أن تنزل نار من السماء لتهلكها وقال لهمالستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص لو9:51-56وعلي الصليب كان كل اهتمامه بخلاص البشر وبالمغفرة حتي لصالبيه وبالفردوس للص اليمين كما اهتم بأمه القديسة العذراء وبتلميذه القديس يوحنا
* أحيانا يكون كل اهتمام الإنسان أن يصل إلي غرض ما:وربما لايكون غرضا روحيا وإنما هو لإثبات الذات ووجودها أولارتفاعهابطريقة ما..
وفي سبيل هذا الوصول لايهتم بالوسيلة ماذا تكون:
روحية أو غير روحية.. لايهمه أن تكون حيلا بشرية أو عالمية أو طرقا خاطئة.. تركيز الاهتمام كله في الوصول إلي الغرض حتي لو ضيع هذا الإنسان نفسه..مثلما فعل أخاب الملك في الحصول علي حقل نابوت اليزرعيلي. وما فعلته الملكة إيزابل في سبيل أن يصل زوجها إلي غرضه ولو بالجريمة والاتهام الباطل لنابوت وشهود الزور..حتي نال كلاهما عقوبة من الله تناسب ذنوبهما 1مل21
وبالمثل ما فعلته رفقة لكي ينال بركة أبيه ومع أن الغرض هنا كان روحيا إلا أن التركيز عليه أفقدهما الوسيلة الصالحة فاستخدما أسلوب الخداعتك27.وبالمثل قد يهتم خادم آخر أن يملأ عقول سامعيه بالمعلومات دون أن يضع اهتمامه في حياتهم الروحية كيف تنمو.. كل اهتمامه في المعلومات لا في الروحيات...!أو أب كل اهتمامه أن يلقن أولاده كلاما من الكتاب يحفظونه ولا يهتم بالتداريب الروحية التي تعمق صلتهم بالله.
والكتاب يقول افعلوا هذه,ولا تتركوا تلك مت23:23
ولعلنا بعد كل هذا,نسأل بأي شيء يجب أن نهتم؟