15- الملائكة وحراسة أولاد الله وإنقاذهم
أ- فدانيال النبي الذي ألقى في جب الأسود يقول: "إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئاً قدامه (الله)، وقدامك أيضاً أيها الملك، لم أفعل ذنباً" (د ٦: ٢٢)
وإليشع النبي حرسه جيش من الملائكة عندما أحاط به الجيش "فبكر خادم رجل الله وقام وخرج، واذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات، فقال غلامه له: اه يا سيدي كيف نعمل، فقال لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم... ففتح الرب عيني الغلام فأبصر، واذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول اليشع " (٢ مل ٦: ١٥ - ١٧).
ج- لذلك يقول داوود النبي "يحل ملاك الرب حول متقيه وينجيهم" (مز ٣٤: ٧)
ويقول أيضاً "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز ٩١: ١١).
ح- خلصوا بطرس من السجن (أع ٥: ١٩).
16- الملائكة يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله
فرافائيل رئيس الملائكة (أحد رؤساءالملائكة السبعة) يقول لطوبيا "انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبئ الموتى في بيتك نهاراً وتدفنهم ليلاً، كنت أنا أرفع ك الى الرب" (طوبيا ١٢: ١٢).
ويقول يوحنا الرسول في سفر الرؤيا "وجاء ملاك أخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب، وأعطى بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب أي أمام العرش" (رؤ ٨: ٣).
17_الملائكة يشفعون في المؤمنين
فالملائكة أيضاً شفعاء، بمعنى أنهم يصلون من أجل المؤمنين ويطلبون من أجل سلامهم. فقد جاء في نبوءة النبي زكريا عن الملاك الذي تشفع من أجل أورشليم
"فأجاب ملاك الرب وقال يا رب الجنود إلى متى لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا، التي غضبت عليها هذه السبعين سنة؟" (زك ١: ١٢).
فأجاب الرب الملاك المتكلم معي بكلام خير، كلام تعزية فقال لي الملاك المتكلم معي:
ناد قائلاً هكذا قال رب الجنود اني قد نحرت على أورشليم.. غيرة عظيمة.. لذلك هكذا قال الرب اني رجعت على أورشليم بالمراحم" (زك ١: ١٣ - ١٦).
18-الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير
الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير:
"فتراءى ملاك الرب للمرأة (أم شمشون) وقال لها:
ها أنت عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين إبناً...
وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين" (قض ١٣: ٣ - ٢١).
19-الملائكة يهيئون للقديسين حاجات الجسد
أ- "واضطجع (ايليا النبي) ونام تحت الرتمة، وإذا بملاك الرب قد مسه وقال قم وكل، فتطلع وإذا كعكة ردف وكوز ماء عند رأسه، فأكل وشرب ثم رجع فاضطجع، ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل، لأن المسافة كثيرة عليك، فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة" (1 مل ١٩: ٥ - ٩).
ب- وكان (دانيال) هناك (في الجب) ستة أيام... وكان حبقوق النبي في أرض يهوذا، وكان قد طبخ طبيخاً وثرد خبزاً في جفنته وانطلق إلى الصحراء ليحمله إلى الحصادين، فقال ملاك الرب لحبقوق إحمل الغذاء الذي معك إلى بابل إلى دانيال في جب الأسود، فقال حبقوق: أيها السيد، اني لم ار بابل قط ولا أعرف الجب، فأخذ ملاك الرب بجبته وحمله بشعر رأسه وضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه، فنادى حبقوق قائلاً: يا دانيال يا دانيال: خذ الغذاء الذي أرسله لك الله، فقال دانيال: اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك، وقام دانيال وأكل، ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى موضعه" (دا ١٤: ٣٠ - ٣٨).
21- نحن والملائكة
يقول نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي: "لا تظن أن الملائكة لا تستطيع أن تعمل أو تتحرك من دون أن تتلقى من الله أمراً بذلك في كل كبيرة وصغيرة... كلا، ليس الأمر كذلك، فإن الله أقام ملائكة... والملائكة كائنات حرة، لهم مقدرة ولهم إمكانيات، ولهم أن ينصرفوا في حدود اختصاصاتهم، ولذلك فإن الملاك ليس في حاجة في قل مرة أن يتلقى أمراً مباشراً من الله، مثله في ذلك مثل الشرطي الذي يقف على باب المنزل أو على رأس الطريق للحراسة، له أن يستجيب لاستغاثة أي مواطن دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية مباشرة، وله أن يندفع من تلقاء ذاته لمطاردة اللصوص، دون أن ينتظر إشارة من رئيس البلاد... بل إن الشرطي الذي يرفض أن يستجيب لنداء أي مواطن بحجة أنه لم يتلق أمراً مباشراً من رئيس الجمهورية، فإنه لو أبلغ أمره إلى الرئيس لعاقبه وطرده من وظيفته، لأنه بتصرفه العقيم أهان الحكومة، وأثبت أنه عديم التصرف، ولا يصلح لمهمته التي أوكلت إليه.
ومن هنا نفهم أنه يمكن أن يكون لنا صداقة مباشرة مع الملائكة وأنه يمكن أن نستغيث بهم، ولا يكون في هذه الاستغاثة إهانة لجلالة الله وعظمته، أو إنقاص لقدرته، لأن الملائكة مخلوقة لخدمة الله، كما أقيموا أيضاً لخدمتنا، فقد قال الرسول "أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص؟" (عب ١: ١٤).
إذاً قد منحنا الله هذه العطية، وهي أن يجعل الملائكة الأقوياء في خدمتنا، وكلفهم بحراستنا وإغاثتنا، لذلك يمكننا أن نقول "يا ملاك أغثني، أو يا ملاك أعني".. وليس في ذلك ما يتعارض مع عبادتنا لله وصلواتنا إليه.
ألا يقول الواحد منا للأخر "يا أخي أعني، ويا أخي ساعدني!! أفهل تكون بهذا قد جدفت على الله؟
إذاً يمكننا أن نستغيث بالملائكة، وأن نطلب منهم أمراً، مادام هذا الأمر في حدود إختصاصاتهم وامكانياتهم".