“وقد أبلغتني تلك العذراء أنّ الله قد أوكل إليها مهمّة إطلاعي على السماء، وكذلك على ما يجري على الأرض وفي المطهر وفي الجحيم.
وقد أرتني يسوع، مُخلّصنا الإلهيّ، يضطرّم حبًّا، وعلى مقربةٍ منه، جماعة الرسل. وأرتني أيضًا جيش الشهداء، ونفوس الذين قاسوا، على الأرض مَحنًا شديدة. إنّهم لم يُريقوا دماءهم على حدّ ما فعل الشهداء، ولكنّهم يساوونهم مقامًا، لأنّهم حملوا صليبهم.
وقد قالت لي العذراء: “لكلّ صليبه، وعندما يرى الله نفسًا تتقبّل بشهامة الصليب المُلقى على كاهلها، يُعينها هو نفسه، على حمله”.
“وأرتني الكهنة الصّالحين القدّيسين، وقد تألّقوا تألّقَ العذارى، وانتصبوا إلى جانب الربّ والرسل. وكانت تقول: آه ! كم يحبُّ الربّ الكهنة الصالحين ! وكم يفرح عندما يشهد اندفاعهم في سبيل مجده وخلاص النفوس ! كم هو يحبّهم! إنّ عددًا ضئيلاً منهم يصعدُ إلى هنا مباشرة من غير أن يمرَّ بلهيب المَطهر.
“وشاهدت الرجال الذين عاشوا عيشة مسيحيّة، وقد تصاعد من أفواههم ومن أيديهم نورٌ، مكافأةً لهم على إحسانهم وعلى دأبهم.