الأصحاح 10 العدد 8
يدعو المسيح في يوحنا 10: 8 الأنبياء الذين سبقوه سُرَّاقاً ولصوصاً , ولا نظن أن المسيح قال هذا، لكنه إضافة ,
لم يقصد المسيح الأنبياء مطلقاً بهذه العبارة، بل يتكلم عن الذين لم يدخلوا من الباب، فبدأ حديثه بقوله: إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارق ولص (يوحنا 10: 1), أما الأنبياء فقد دخلوا من الباب، وأرسلهم الآب السماوي, أما اللصوص فهم الذين أتوا قبل المسيح بمدة بسيطة وأزاغوا شعباً, وتحدث عنهم غمالائيل لما أحضر رؤساء الكهنة أمامهم في المجمع رسل السيد المسيح، ليحاكموهم على تبشيرهم بقيامة الرب قائلين لهم: ها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم، وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان (أعمال 5: 28)، وجعلوا يتشاورون أن يقتلوهم (أعمال 5: 33)، حينئذ قام في المجمع غمالائيل معلم الناموس المكرَّم عند الشعب، وأمر بإخراج الرسل، وقال لأعضاء المجمع: احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس فيما أنتم مزمعون أن تفعلوا، لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس، قائلًا عن نفسه إنه شيء، الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمائة، الذي قُتل, وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء, بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب وأزاغ وراءه شعباً غفيراً, فذاك أيضاً هلك، وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا, والآن أقول لكم: تنحّوا عن هؤلاء الناس واتركوهم, لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض, وإن كان من الله، فلا تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله (أعمال 5: 34-39), عن أمثال ثوداس ويهوذا الجليلي قال السيد المسيح إنهم سُرَّاق ولصوص, هؤلاء الذين أتوا قبله، وظنوا في أنفسهم أنهم شيء، وأزاغوا وراءهم شعباً غفيراً، ثم تبددوا, ويمكن أن نضم إلى هؤلاء المعلمين الكذبة الذين أتعبوا الناس بتعاليمهم وسمّاهم المسيح بالقادة العميان، الذين أخذوا مفاتيح الملكوت، فما دخلوا، ولا جعلوا الداخلين يدخلون (متى 23: 13-15),