(ز) ازدياد العداء له :

زكا العشار والسيد المسيح يتحدث معه، وهو فوق شجرة جميز
فالمسيح وقد أعلن ذاته لتلاميذه وأقروا هم بأنه بالحقيقة ابن الله (مت 17: 1-3 ومر 9: 2-10ولو 9: 18-20) . بدأ من ذلك الحين يعدهم إعدادًا قويًا واضحًا جليًا لمهمتهم العتيدة بصفتهم نواة كنيسته وأعضاؤها الأولون ، فعلمهم حقائق كثيرة عن طريق مباشر وفي صورة أمثال ثم استمر في إعلان قوته الإلهية وسلطانه السماوي في شفاء المرضى (لو 14: 1-6 و17: 11-19)، وفي فتح أعين العمي (مر 10: 46-52)، وفي إعانة من كانوا في محن قاسية وإنقاذهم منها .
فنمت المقاومة ونما عداء حكام اليهود وقادتهم له وسار حقدهم عليه شططًا من سيء إلى أسوأ (لو 14: 1). فقاموا بكل حيلة ووسيلة لكي يوقعوه في فخاخهم حتى يحطموا سيطرته على الجماهير وقوة تأثيره عليهم ، ولكي يجدوا علَّة عليه ليسلموه للسلطات الرومانية لتنفيذ حكم الموت فيه (مت 19: 1-3 ولو 11: 53-54). وقد وجه إلى أعدائه تحذيرات غاية في العمق وغاية في الهدوء والسكينة ، وقد ألقى على مسامعهم تعاليم كان ينبغي أن تنفذ إلى قرارة نفوسهم لو كانوا يفقهون . وكان هدفه في هذه جميعها أن تتغير قلوبهم ، ولكن ما كان منهم إزاء كل أعمال الرحمة والإحسان وشفاء المرضى وإقامة الموتى (يو 11: 41-45). إلا أن ألهبت قلوب غالبية الفريسيين والكتبة وآخرين من قادة اليهود وزعمائهم بنيران الحقد عليه والكراهية له (يو 11: 46-53) .