(و) تعليمه الاثني عشر وتدريبه إياهم :
بعد أن رفض يسوع أن يتوج ملكًا أرضيًا (يو 6: 26 و27). تركته الجماهير حتى أن بعضًا من تلاميذه تركوه ومضوا عنه (يو 6: 66و67) فذهب إلى منطقة صور وصيدا . وقيصرية فيلبس (مت 15: 21 و16: 13 ومر 7: 31 وغيره) . ولكن لم يمكن أن يختفي عن الأنظار ، فلما عاد مرة أخرى إلى البلدان القريبة من بحر الجليل شفى كثيرين وأعان كثيرين في محنهم وأطعم الجماهير بمعجزة لأنه تحنن على الجموع وأشفق قلبه عليهم (مت 15: 29-39). ثم ترك الجموع مرة أخرى وذهب على انفراد مع تلاميذه وسألهم ذلك السؤال الخطير: "وأنتم من تقولون أني أنا ؟" (مت 16: 15) فتكلم بطرس بالنيابة عن الرسل أجمعين قائلًا "أنت هو المسيح ابن الله الحي فبدأ يسوع منذ ذلك الحين يعد تلاميذه للحادثة الجلل التي تنتظرهم في أورشليم (مت 16: 21-26). ولكنه علمهم أيضًا في وضوح وجلاء وفي قوة ويقين بأن النصر النهائي له (مت 16: 27 و28) ولذا فلا ينبغي أن يتسرب الخوف إلى نفوس أتباعه أو ينتابها شيء من الوجل (لو 12: 4-12 و32-34).
وقد بلغ إعلانه نفسه لتلاميذه الذروة في التجلي على الجبل عندما رآه أتباعه الثلاثة المقربون في مجده الإلهي (مت 16: 1-13 ومر 9: 2-10 ولو 9: 28-36) . ولأنه جاء ليتمم الناموس والأنبياء ، ظهر معه موسى ممثل الناموس ، وإيليا ممثل الأنبياء في مجده قبل أن يتمم شطر أورشليم للمرة الأخيرة ليواجه آلام الموت ويحتمل الصليب لأجل خلاص البشر . وأعلن صوت الله من السماء مرة أخرى قائلًا : "هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا ."