[walaa farouk]

كانت حياتى نزيفــاً مستمراً.. فهل تعلم ما هو النزيف؟!
هو حياة تتسرب منك ببطء ولا تستطيع أن توقفها أو تمنعها.
شيئاً ما مجروحاً فى العمق ينزف نفســاً... فنفس الأنسان فى دمه!!
مكان ما داخل الكيان لا تستطيع عين أن تراه ولا يد أن تصل إليه لتضمده!!
وكل يوم أتسائل من أين يأتى كل هذا النزيف.. والحزن.. والدموع؟!
اليوم الجديد هو رجاءاً جديداً لكثيرين.. أما أنا فكل يوم جديد بالنسبة لى هو يأساً جديداً.. يقربنى أكثر من الموت ، ويسلبنى جزئاً جديداً من حياتى.
فكل يوم سألتقى مرة أخرى بجرحى العميق وأنزف من جديد.
الناس تآن من أذى حدث لهم ذات يوم.. لكن أتعلم كم يبلغ أنين من يجتاز الأذى كل يوم؟!
من يعلم أنه يآن اليوم لأذى اليوم.. وغداً سيستمر الأذى.. والآنين!!
هذا الأذى المستمر لنفسى وكيانى، الأذى المتكرر فى كل لحظة وكل يوم متى يا ترى وكيف يتوقف؟!
كل محاولاتى لأختزان قطرات من الحياة تبوء بالفشل.. فكل ما أربحه فى أيام من السهل جداً أن أخسره.. فى لحظة.. نزيف!
أما الأطباء فكانوا نزيفاً أخر فى حياتى.. نزيفاً أستنزف كل قوتى ومعيشتى.
كيف لم يستطع أحد منهم أن يريحنى؟! بل فى المقابل أمتصوا ما تبقى من دمى.
وهكذا صرت بعد 12 عاماً من النزيف شبح أمرأة لا تملك قوت يومها ولا قدرة لها على الحياة.
وذات يوم عبرت الحياة فى مدينتنا.. 💞
نعم كان رجلاً.. ولكنه أيضاً كان الحياة تسير على قدمين...
ولأن الموت ملئنى وعرفته جيداً.. لذا كنت قادرة على تمييز أنه هو الحياة!!
قلت فى نفسى.. بل قال هو فى أعماق نفسى.. إقتربى.. لمسة ستشفيكى!!
هو أجتذبنى بطريقة ما.. فوجدت نفسى عند هدب ثوبه!!
سنوات طويلة من النزيف... أوقفها بلمسة.. كنت فقط أحتاج إلى.. لمسة 💖
لمسة لا يمتلكها سوى الحياة.. لايمتلكها سواه 💖
أنا المرأة الميتة التى أستطاعت أن تجتذب بلمسة قوة من أعماق الحياة!!
كنت سأرحل فى صمت.. ممتنة لهذه اللمسة.. التى شعرت أنها ليست من حقى..
لكنه أوقف الموكب.. وأستدعانى.
وقال لى... يا أبــــنــــــــــــة 💗💗
وكان هذا الأسم الجديد أهم من الشفاء.. فقد ردنى لحضن أبيه.. وصار أخ لى!!
أنا التى كانت أقصى أحلامى لمسه من هدب ثوبه 💗