عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 - 07 - 2012, 12:04 PM
الصورة الرمزية شيرى2
شيرى2 شيرى2 غير متواجد حالياً
..::| العضوية الذهبية |::..
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 30,808

أعيـاد العذراء مـريـم
إن الإلتجاء الى مريم وطلب شفاعتها إيـمان راسخ منذ الأجيال الأولى فى الكنيسة ولهـذا تـمتلئ الطقوس الكنسية بالـمدائح والطلبات والصلوات والتسابيح لـمريم العذراء والتى بهـا يلجأ الـمؤمنون الى العذراء الطوباويـّة مبتهلين إليهـا فـى كل مخاطرهـم وحاجاتهـم لأنهـا والدة الإلـه الفائقـة القداسـة، ولأنهـا أمنـا جميعاً.
وبنوع خاص تكرّم الكنيسة مريم العذراء بالإحتفال بأعيادهـا،ومـا تلك الأعياد إلاّ مناسبات تتخذهـا الكنيسةللتعبيـر عن فرحهـا بالخلاص الذى حصلت عليـه بتجسد إبن الله فـى أحشاء مريم العذراء. وفـى تلك الأعياد والتذكارات الـمريـمية تتسم معظم صلواتهـا بأنهـا لا تتوجـه مباشرة الى العذراء بقدر ما تدعو الى الفرح والى تسبيح الله للعمل الذى حققه الله فيها والذى يقودنا دوماً الى إبنها الـمسيح مخلّص العالـم ولهذا يُقترن دائـما الإحتفال بتقديم الذبيحة الإلهيـة. وفـى أعياد القديسة مريم العذراء تختار الكنيسة أيضاً نصوصاُ من الكتاب الـمقدس تتحدث عن علاقـة الله الخلاصيـة بالإنسان والتى ظهرت فـى العهد القديم فى روايـة الفردوس وفى كل ما يرتبط بهيكل أورشليم والـمائدة والحكمة وغيرهـا من النبؤات والرموز التى وصلت إلـى كـمالهـا فى تجسد ابن الله فى أحشاء مريم العذراء. فـمريم العذراء هـى مسكن الله الذى حلّ فيـه ابن الله ليتحد من خلالـه بالبشر ويـمنحهم الخلاص والحيـاة الأبديـة. أمـا نصوص العهد الجديـد فتروي نصوص الحدث إذا كان العيد جاء ذكره فى الإنجيل الـمقدس. فالكنيسة الـمقدسة إذ تحتفل بأسرار السيد الـمسيح فـى دورتهـا السنويـة، تكرّم بمحبة خاصة مريم والدة الله الـمتحدة مع إبنهـا فـى العـمل الخلاصي، ففى العذراء تتأمل الكنيسة بإعجاب ثمرة العذراء الـمباركـة وتمجدهـا، كما تتأمل فيهـا بإبتهاج ما تشتهى وترجو أن تكون عليه هـى ذاتهـا وبأكملهـا.
لقد تحددت الأعياد الـمريـمية أساساً بقرار من السلطات الكنسية وفيهـا يتم تحديد إذا ما كان العيد يتم الإحتفال بـه محليـاً فى منطقة أو إقليم مـا أو فى الكنيسة الكاثوليكية جمعاء فى العالـم كله، وأيضاً تحدد درجـة أهـمية ذلك العيـد.
وعامـة تتنوع الأعياد الـمريـمية: فمنهـا تذكارات لأحداث تاريخية ورد ذكرهـا فـى الإنجيل الـمقدس (كعيد البشارة)، أو أعياد لذكرى إعلان الكنيسة لحقيقة إيـمانيـة عن مريم العذراء (كعيد الحبل بلا دنس من الخطيئة الأصليـة)، أو أعياد لذكرى أحداث مستقاة من التقليد الشفوي أو من الأناجيل الـمنحولـة (كعيد دخول مريم العذراء للهيكل)، أو أعياد لذكرى ظهور العذراء فـى بلدة مـا(لورد أو فاطيمـا). وتضيف الكنيسة إلـى هذه الأعياد أعياداً أخرى أُدخلت بـمناسبة تدشين كنيسة أو تكريس إيقونة للعذراء.
ومعظم هذه الأعياد يرافق مراحل حياة العذراء منذ البشارة بميلادهـا ثم الحبل بهـا ومولدهـا ودخولهـا الى الهيكل، ثم بشارة الملاك جبرائيل لها، وزيارتهـا للقديسة أليصابات، ثم ميلادهـا الـمسيح وتهنئتهـا بهذا الـميلاد والإحتفال بأمومتها الإلهية، ثم تقدمة إبنهـا إلـى الهيكل ثم رقادهـا.
والأعياد الـمريمية يمكن هناك تقسيمـهـا إلـى أربع أنواع حسب درجـة أهـميتهـا:

1. أعياد مقدسة كبرى
وهـى التى يلزم فيهـا حضور القداس الإلهـي والتناول، وكما أعلنهـا البابا بولس السادس هـى أعياد هامـة:عيد الأمومـة الإلهية( اول يناير)، عيد الحبل بها بلا دنس الخطيئة الأصلية (8 ديسمبر)، عيد إنتقالهـا بالنفس والجسد الى السماء (15 أغسطس) ، وعيد بشارتهـا بـميلاد السيد الـمسيح (25 مارس).


2. أعيـاد إحتفاليـة
مثل عيد ميلادهـا (أول بشنس فى الكنيسة القبطية و 8سبتمبر فى الكنيسة الكاثوليكية)، وعيد دخولهـا الهيكل (3 كيهك فى الكنيسة القبطية و21 نوفمبر فى الكنيسة الكاثوليكية).

3. أعيـاد تذكاريـة:
مثل ذكرى دخول العائلة الـمقدسة لأرض مصر (24 بشنس فى الكنيسة القبطية).

4. تذكارات إختياريـة:
مثل ذكرى تدشين أول كنيسة بإسم العذراء.
ان الإحتفال بالأعياد الـمريـمية يـتم فـى جميع الكنائس الكاثوليكية سواء فى الشرق أو الغرب وأيضاً فى الكنائس الأرثوذكسية والبيزنطية و أيضاً فى بعض الكنائس الأخرى الـمسيحية كالأسقفية.
________________


1- عيد الحبـل بـلا دنس (يوم 8 ديسـمبر)
وهو عيـد كبير ومقدس-تحتفل الكنيسة الكاثوليكية فى أنحاء العـالـم فـى يوم 8 ديسمبر من كل عام بعيد يُطلق عليه "عيد مريم العذراء التى حُبل بها بلا دنس الخطيئة الأصـلـية" , ففى مثل هذا اليوم من عام 1854 أعلن البابا بيوس التاسع هذا الإعلان:" إكرامـاً للثالوث القدوس وإحتراما وتـزيـيـناً للعذراء, إرتفاعاً للإيمان الكاثوليكي وتنميـة وإزدهار للديانة المسيحيـة نعلن ونحدد أن التعليم القائل بأن الطوباية مريم العذراء قد عـُصـمـت منذ اللحظة الأولى للحبل بها من كل دنس الخطيئة الأصلية وذلك بنعمة وإنعـام فريدين من الله القديرونظراً لإستحقاقات يسوع المسيح مخلص الجنس البشري, هو تعليم موحي به من اللـه وواجب من ثم على جميع المؤمنين الإيمان بـه إيماناً ثابتاً وعلى الدوام". فـى هذا التعليـم تعلن الكنيسة ان مريم العذراء وحدها وُجدت منزهـة عن الخطيئة الأولـى فمريم دخلت العالم وهى ممتلئة نعمة وذلك منذ لحظة الحبل بها من أبويها. وهذه النعمة الخاصة قد أُعطيت لها بصفة فريدة وإستثنائية نظرا لإستحقاقات إبنها الـمسيح الفادي فلكي يتجسد ويصير إنسانا كاملا كان لا بد له من طبيعة إنسانية كاملة غير ملوثة بالخطيئة ، لذلك وجب أن تكون تلك الأم التى سيأخذ منها طبيعته البشرية طاهرة بريئة من كل دنس الخطيئة ومن هنا نتج ضرورة منح العذراء بالرغم من كونها حُبل بها طبيعيا كأي إنسان بشري ، إمتيازاً خاصاً يحررها من الخطيئة الأصلية التى يتوارثها الجنس البشري وهكذا تكون العذراء قد تمتعت بالنعمة الـمبـررة وهى بعد فى أحشاء أمها وهىحالة النعمة التى تمتع بها الإنسان الأول فى لحظة خروجه من يد اللـه.
وحسب التقليد فلقد وُجد فـى تاريخ الكنيسة منذ القرن السادس الـميلادي كان يُحتفل فـى يوم 9 ديسمبـر بعيد خاص هو عيد حبل القديسة حـنة بالعذراء مـريـم، وخاصة فى كنائس الشرق، وذلك تعبيـراً من المؤمنيـن بأهـمية هذا الحدث فـى تاريخ الخلاص والذى أعتُبـر أن لحظة الحبل بالعذراء وهـى فـى بطن أمهـا حدث مقدس. ولقد إنتقل هذا العيد للغرب وأصبح فـى يوم 8 ديسمبر وبعدهـا أعلن البابا بيوس التاسع فى عام 1854 عقيدة الحبل بلا دنس الخطيئة الأصليـة.
_________________
2. عيد تقديم أو دخول مريم العذراء للهيكل
يقع عادة فى يوم 21 نوفمبر فى طقس الكنيسة الكاثوليكية و فى يوم 3 كيهك (12 ديسمبر) فـى طقس الكنيسة القبطيـة. لقد كُرسّت القديسة مريم لـله بنذر من والدتهـا القديسة حـنة،كما جاء فى التقليد الكنسي. وكما جاء فى التقليد الكنسي انه قد دخلت القديسة مريم الى الهيكل وهى فى الثالثة من عـمرهـا إتماماً للنذر الذى قدمته أمهـا القديسة حنـة، وأقامت العذراء فى الهيكل الى أن بلغ عمرهـا 12 سنة وحتى تمت خطبتهـا ليوسف النجـّار. وأهـمية هذا الإحتفال هو التأمـل فـى كيف أن القديسة مريـم قد قضت طفولتهـا فـى الهيكل مكرّسة ذاتهـا بكليتهـا للـه وإستعداداً لقبول كلـمة الله الـمتجسدة.

3. عيد إنتظار الـميلاد –18 ديسمبر
وفيه يتم قراءة تلك النبؤات التى جاءت فى العهد القديم والتى تتحدث عن الأم العذراء وإبنهـا الـمسيّا. ففى هذا اليوم تقوم الكنيسة الكاثوليكية الغربيـة فى طقسهـا بقراءة نصوص من الكتاب الـمقدس من نبؤة اشعيا القائلة: "فلذلك يؤتيكم السيد نفسه آيـة هـا إن العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمّانوئيل"(اشعيا10:7-14)، ومن نبؤة ميخا النبي القائلة:"وأنتِ يا بيت لحم أفراتـة إنك صغيرة فى ألوف يهوذا ولكن منكِ يخرج لـي من يكون متسلطاً على اسرائيل ومخارجـه منذ القديم منذ أيام الأزل"(ميخا2:5)،ثـم يقرأ نص من رسالة القديس بولس لأهل روميـة عن يسوع الـمسيح "الذى وعد به من قبل على ألسنة أنبيائـه فى الكتب الـمقدسة عن ابنه الذى صار من ذريـّة داود بحسب الجسد.." (رومية 1:1-7)، وأخيراً يقرأ انجيل متى عن مولد الـمسيح (متى18:1-24).
وتقوم الكنيسة القبطيـة بـمصر بتقديم إكرامـاً خاصاً للعذراء من خلال تسبحة شهر كيهك (الشهر السابق لعيد الـميلاد مباشرة) حيث تسهر الكنيسة لتقدم الإكرام اللائق بهـا من خلال مدائح كيهك مثل سبع ثيؤطوكيات (مدائح خاصة للعذراء الثيئوتوكوس اي والدة الإلـه).
__________________

4. عيـد مريـم أم الله أو عيد الأمومـة الإلهيـة – (يوم 1 ينايـر)
وهو عيد كبير ومقدس ومن أقدم الأعياد الكبرى لـمريم العذراء ويتم فيه الإحتفال بعظمة مكانـة مريم كأم ليسوع الـمسيح إبن الله (مولوداً من إمراءة"(غلاطية4:4) الذى أتـى ليحررنـا من خطايـانـا ويجعلنـا أبناء للـه. وتحتفل الكنائس الشرقيـة فى هذا اليوم بعيد ختان الطفل يسوع (لوقا21:2).
ولقب "والدة الإله" ليس مجرد إسم ولا هو لقب تكريمي للعذراء، إنـما هو تعريف لاهوتـي يحمل حقيقة حيّة إيـمانية، وتحمل لنا أيضا فعل محبة الله فى أعلى صورها.
يقة ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه،وعندما نقول عن أم انها ولدت إنسانا لا نقول انها أم الجسد فقط بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذى خلقه الله، هكذا تدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس. إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد كقول الرسول بولس"عظيم سر التقوى الذى تجّلى فى الجسد"(1تيمو16:3) فوجب أن تدعى العذراء بأم الله فهى أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هى أم الله، وبالعكس إذا لـم تكن القديسة مريم أم الله لا يكون الإبن الـمولود منها إلها. إن حبل مريم بيسوع الـمسيح لـم ينتج عنه تكوين شخص جديد لـم يكن له وجود سابق كـما هى الحال فى سائر البشر بل تكوين طبيعة بشرية اتخذها الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الـموجود منذ الأزل فى جوهر واحد مع الآب والروح القدس. فيسوع الـمسيح ليس إلا شخص واحد، شخص الإله الـمتجسد الذى اتخذ طبيعتنا البشرية من جسد مريم وصار بذلك إبن مريم.
وتحتفل الكنائس ذات الطقس البيزنطي او السريانـي بعيد "أم الله أو "ثيؤتوكوس" فى يوم 26 من ديسمبـر، لأنـه يرتبط بعيد ميلاد السيد الـمسيح.
**************________________

5. عيد الظهور الإلهـي (يوم 6 ينايـر).
فـى هذا اليوم تحتفل الكنيسة الكاثوليكية الغربية بعيد ظهور الرب وفيه يتم تذكار زيارة مجوس الـمشرق للطفل يسوع مع أمـه مريم وكيف أظهر أن يسوع هو الـمسيّا الـمنتظر(متى1:2-12). بينما تحتفل الكنائس الشرقية بعـماد السيد الـمسيح فـى نهـر الأردن كما جاء فـى الأناجيل(متى13:3-17،مرقس9:1-11، لوقا21:3-22، ويوحنا24:1-37).

6. عيد خطبـة مريم العذراء للقديس يوسف (23يناير)
كما يذكر لنا التقليد الكنسي أن العذراء مريم لـما أكملت من العمر ثلاث سنوات قدّمها أبواها يواقيم وحنة الى الهيكل إتماماً لنذرهما وفى السنة السادسةمن عمرها توفى أبوها وبعد ذلك بسنتين توفيت أمها أيضا. ولهذا فقد قضت طفولتها فى الهيكل حتى بلغت الرابعة عشرة من عمرها. وهنا كان يلزم طبقاً للتقاليد ان تترك الهيكل، وهنا ظهر دور القديس يوسف بن يعقوب الذى من الناصرة فى حياة مريم.
ولـمّا كانت العذراء يتيمة الأبوين لذا كان من الضرورة ان يتولى رئيس الكهنة أمر خطبة مريم.
ويخبـرنـا التقليد أيضاً من خلال بعض الكتب الغير قانونية أن رئيس الكهنة لما رأى بأن الزمان قد حان لتخطب مريم أعلن ذلك فجاء طالبوها عديدين من نفس السِبط الذى تنتمى له العذراء مريم وهو سِبط يهوذا،وعندئذ أخذت عصيّهم وكتب أسماءهم عليها ليختار الرب من بينهم من يصلح لآمته مريم. وقد لجأوا لهذه الطريقة والتى لجأ اليها موسى حينما أرشده الرب الى إختيار هارون رئيس الكهنة وتم هذا بالفعل كما جاء فى سفر العدد"فإذا عصا هارون التى هى لبيت لاوي قد أفرخت فأخرجت براعيم أزهرت وأنضجت لوزاً"(العدد 8:17). فبعد ان وضعوا العصي فى الهيكل استقرت حمامة على عصا يوسف بن يعقوب النجار وقيل انها افرخت. الـمهم انه كانت هناك علامة إلهية لهذا الإختيار وبالفعل تم عقد الخطوبة ما بين مريم ويوسف،ومنذ ذاك الوقت أخذها يوسف الى بيته فى الناصرة بعد أن طلب منـه الـملاك ذلك فى حلم (متى24:1). وتلك الخطوبـة قد اشارت اليها آيات الكتاب الـمقدس:"أرسل الـملاك جبرائيل من قبل الله الى مدينة فى الجليل تسمى ناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود واسم العذراء مريم"(لوقا26:1-27)،"وصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التى تدعى بيت لحم لأنه كان من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى"(لوقا4:2-5).وما كان ليوسف أن يأخذ مريم الى بيته ما لم يعقد الكهنة عليهما عقداً رسمياً وفقاً للشريعة.
____________________

7. عيد تقديـم الطفل يسوع فـى الهيكل (يوم 2 فبراير).

بعد أربعين يومـا من عيد الـميلاد يُحتفل بعيد تقديم الطفل يسوع للرب فى الهيكل ومقابلته لسمعان الشيخ (لوقا22:2-34)، وفيه أيضا يُذكر تطهير مريم حسب الناموس الـموسوي. وهو عيد يتم تذكار مريم مع إبنهـا وكيف أنهـا قامت بتنفيذ الوصايا والشرائع الإلهيـة بتقوى وإيـمان.
___________________

8. عيد سيدة لورد (يوم 11 فبرايـر)
وهو عيد تذكارى إختياري يتم فيـه تذكار ظهور مريم العذراء الى القديسة برناديت فى بلدة لورد عام 1858. فلقد ظهرت العذراء ما بين 11 فبراير و16 مايو من عام 1858 18 مرة الى فتاة عمرها 14 سنة اسمها "برناديت سوبيرو" فى مغارة بالقرب من بلدة لورد بجنوب فرنسا. ويُعد مزار لورد من أشهر الـمزارات التى يتوافد عليها الحجّاج وخاصة الـمرضى من كل مكان من العالـم للصلاة وطلب الشفاء والحصول على تلك الـمياه العجائبية التى تفجّرت كعلامـة سماويـة لظهور مريم العذراء.
___________________

9. عيد البشارة (يوم 25 مارس)
وهو عيد سيّدي أي يختص بالسيد الـمسيح لأنـه فـيه تم بشارة مريم العذراء من قِبل الـملاك جبرائيل بتجسد يسوع الـمسيح "هـا أنتِ تحبلين وتلدين إبنـاً وتُسمينه يسوع" (لوقا31:1).
___________________

10. عيد مريـم أم الـمشورة الصالحـة (26 أبريـل)
الحِكمة أو الفطنـة هـى فضيلـة من شأنهـا أن تؤهـل من اتصف بها أن
يحسن إختيار الطرق الـموصلة للخلاص. ان مريم فـى كل أدوار حياتهـا كانت فـى غايـة الحِكمة بل كانت مثال الحِكمة ولهذا فيـمكنهـا بـمثال حياتهـا أن تكون نموذجـا للـمشورة والحِكمة الصالحة والتى تقود الإنسان للخلاص والحياة مع الله. ويصف الكتاب الـمقدس يسوع المسيح بأنه حكمة اللـه، ومريم أم يسوع تُعطى من يلتجئ إليهـا يسوع الِحكمة الأزليـة وتسأل الروح القدس أن يهب الإنسان أن " يعلم كل شئ" حسب وعد السيد الـمسيح لتلاميذه "وأما الـمعزّى الروح القدس الذى سيرسله الآب بإسمى فهو يُعلّمكم كل شئ ويُذّكركم كل ما قلتـه لكم"(يو26:14).
_____________________

11. عيد مريـم سيدة فاطيـما (13 مايو)
تذكار ظهور القديسة مريـم فى بلدة فاطيـما بالبرتغال. ففـى خضم ب العالـمية الأولـى وفى بلدة فاطيـما بالبرتغال ظهرت القديسة مريم لثلاث أطفال كانوا يرعون الغنـم فـى تلك الـمنطقة وهـم: "لوتشيـا" Lucia de Santos وعمرها عشر سنوات،و"فرانشيسكو" Franciscoوعمره تسع سنوات و"جيسانتـا"وعمرهـا سبع سنوات وكان هذا بالتحديد يوم 13 مايو 1917. لقد وصفت "لوتشيا" الرؤيـة قائلـة:"بأنهم رأوا سيدة جميلة من السماء، كان نورهـا أسطع من الشمس واقفة على سحابـة فوق شجرة دائـمة الإخضرار، وطلبت منهم السيّدة أن تلتقى بهم فى نفس الـمكان وذلك فى اليوم الثالث عشر من كل شهر من الشهور التاليـة وحتى شهر أكتوبـر لأنهـا تريد أن تعرّفهم بذاتهـا وطلبت منهم الصلاة من أجل الخطـأة"، ثم إختفت. وبالفعل ترددوا الفتيـة الثلاث على الـمكان حسب الـموعد الـمحدد بالرغم من الإرتياب الذى كان باديـاً من أهل القريـة بخصوص الرؤيـة. وحسب الوعد فقد تكررت الرؤيـة ست مرات خلال الفترة من 13 مايو وحتى 13 أكتوبـر من عام 1917، وسرعان ما إنتشر نبأ هذا الحدث العجيب وبدأ يتزايد عدد الـمشاعدين حتى وصل الى أكثر من خمسين ألفاً فـى الرؤيـة الأخيرة، وخاصة عندما أبلغتهم السيدة العذراء انهم سيشاهدون أعجوبـة كعلامـة للناس إثباتـاً بأن هذه الأحداث حقيقة. وفى يوم 13 اكتوبـر هرعت الجموع بلهفـة متجهة الى موقع الرؤية على الرغم من سيول الأمطار. وظهرت للفتيـّة الثلاث الصورة الـمضيئة للسيدة التى أرادت أن تكشف عن ذاتهـا بقولهـا لهم:"أنـا سيّدة الورديـة"،وبغتـة توقفت الأمطار ثم ظهرت الشمس، وشوهد قُرص الشمس وهو يدور لولبيـاً بسرعة مذهلة نحو الأرض، ففزع الجميع وخرّوا على الأرض ساجدين ومصلّيـن، وفى لـمح البصر عادت الشمس وإرتفعت الى موقعهـا الطبيعـي. وفى عامي 1918 و1919 توفيـا فرانشيسكو وأخته جيسانتا كما أعلنت لهـما العذراء من قبل، امـا لوتشيا فقد إلتحقت بالهبنـة وعاشت مكرسة نفسها للـه ولـمريم العذراء. وتعاقب باباوات الكنيسة فـى الإعتراف بهذا الظهور وحث الـمؤمنيـن على تلاوة الـمسبحة الورديـة.
___________________

12.عيد مريم وسيطـة كل النِعمْ (يوم 8 مايو أو31 مايو)
النعـمة عطيـّة سماويـة بل هِبـة إلهـية يـمنحهـا الله للنفس، فيقدسها ويجعلهــا وارثـة لـمجده. بهذه النعـمة يرتقـى الإنسان إلـى مقام يفوق مقام طبعه الإنسانـى، ويصيـر كفؤاً لأن يشاهد الله. بهذه النعمة أيضا يختفى الإنسان القديم، إنسان آدم الترابـي، ويظهـر إنسان العهد الجديد، إنسان الـمسيح ومريم العذراء. هذه النعـمة جاءت لنـا بسر الفداء، عندما قدّم السيد الـمسيح دمـه الطاهـر لأبيـه السماوي كفّارة عنـا، وهو مصدر لجميع النعم الالهية. مريم العذراء قد نالت هذه النعمة حتى ان ملاك الله دعاها " يا ممتلئة نعمة"(28:1).
هى ام السيد الـمسيح وباتحادها بـه تصبح امـاً للنعمة الإلهية،وأي نعمة قد نالتهـا فمصدرهـا إبنهـا.وهـا هـى ذى مريـم على أقدام الصليب تجمع دم الحَمل الطاهـر بيديهـا، دم النعمة الإلهيـة لتوزعـه على الـمسكونـة كلهـا. إن السيد الـمسيح قبل أن يسلم روحه الطاهـرة بين يدي أبيـه، جعل أمـه أمـاً للبشر، أمـاً للكنيسة فى شخص يوحنـا، ومهـمة الأم أن توزع من النعـم الإلهيـة على أولادهـا. ومنذ العصور الأولـى للـمسيحية وعرفت الكنيسة دور مريم الأم كـموزعـة للنعـم الإلهيـة،فالقديس الفونس دى ليجورى مثلاً (1696-1787) يعلن "إن إرادة الله هـى أن كل النِعم تأتـى إلينا عن طريق مريم"،وأيضاً يلّقبهـا القديس انسلموس(توفى عام 1787) "بأم كل النِعم"، ولهذا لـم يكن عند عموم الـمسيحيين شئ أعز من إكرام العذراء متذكرين قول الكتاب الـمقدس " إن بنات كثيرات قد أنشأن لهن فضلاً أمّا أنتِ ففقتِِ عليهن جميعاً" (أمثال29:31).
___________________

13. عيد معونـة الـمسيحيين (يوم 24 مايو)
يوجد فى التقليد الكنسي صلوات وتضرعات لـمريم العذراء يرجع تاريخها للقرن الثالث الـميلادي ومرفوعة لـمريم طالبة حمايتها وشفاعتها للإنقاذ من كل خطر. وطوال تاريخ الـمسيحية حتى يومنا هذا تمتلئ الكنيسة بالـمدائح والتضرعات والتسابيح والترانيم لـمريم العذراء لتشترك معنا فى شركة الصلاة إلى الله. ولقد أدخل لقب "معونـة النصارى" فى طلبة العذراء بـمعرفة البابا بيوس الخامس فى عام 1571 وذلك لأنه فى ذلك الوقت هاجمت الجيوش العثمانية دول شرق البحر الأبيض الـمتوسط حتى حدود شبه الجزيرة الإيطالية،وهنا كونت الدول الأوربية التى كانت خاضعة لسلطة بابا روما تحالفاً لصد هذا الهجوم الزاحف. وفى موقعة بحرية كبيرة يوم 7 سبتمبر من عام 1571 إنهزم اسطول الجيش العثماني وتقهقر أمام أسطول الدول الـمسيحية وفى إثناء تلك ب طلب البابا إقامة الصلوات وتلاوة الـمسبحة الوردية للتوسل لله بأن يحفظ الكنيسة فى أوربـا،وأعلن بعدها البابا إضافة هذا اللقب لأنهـا دائـمـا معينـة للـمسيحيين فى كل عصر وآوان.
_______________________



14. عيد زيارة مريم العذراء للقديسة أليصابات (يوم 31 مايو)
يذكر لنـا انجيل لوقا زيارة مريم العذراء لنسيبتهـا القديسة أليصابات بعد أن فارقهـا الـملاك جبرائيل (لوقا39:1-56)، وكيف إمتلأت القديسة أليصابات وهـى وإبنهـا يوحنا من الروح القدس وأنشودة التعظيم التى ترنّمت بهـا القديسة مريـم كتعبيـر عـّما تحمله فـى قلبهـا من محبـة ومعرفـة لـله.

15. عيد العذراء حالة الحديـد (21 بؤونـة أو 28 يونيو)
تعيد الكنيسة القبطية فى هذا اليوم بذكرى إنقاذ القديس متياس الرسول الذى
حلّ محل يهوذا الإسخريوطي (أعمال الرسل 26:1) من السجن فى مدينة برطس بصلاة العذراء مريم. هذه الصلاة التى بلغت قوتهـا وفاعليتهـا أنـه بها ذاب الحديد فى كل الـمدينة وإنقلب سائلاً كالـماء، وترتب على ذلك أن خرج جميع الـمسجونين من السجون أحراراً.
____________________

16. عيد قلب مريم الطاهر (السبت التالـي لعيد قلب يسوع الأقدسوهو أول سبت من شهر يوليو)
فى 8 ديسمبر من عام 1942 أعلن البابا بيوس الثانـى عشر انـه قد كرّس الكنيسة والجنس البشري لقلب مريـم الطاهـر، ثم فى عام 1944 اعلن تخصيص عيداً لإكرام قلب مريم الطاهـر للكنيسة جمعاء. وتقديـم الإكرام لقلب مريم الطاهـر بدأ فـى ممارستـه بعد ظهور السيدة العذراء الى القديس يوحنا إيدوJohn Eudesفى عام 1644والذى بدأ بعدهـا فـى تخصيص صلوات خاصـة تقدم لقلب مريم الطاهـر إسوة بصلوات والإكرامات التى كانت فى ذاك الوقت تقدّم لقلب يسوع الأقدس.
__________________

17. عيد سيدة جبل الكرمـل (يوم 16 يوليو)
يقع جبل الكرمـل على بعد 20 ميل من بلدة الناصرة وهو كان رمز النعـمة والبركـة والجمال كما جاء عنـه فـى نبؤتـي اشعيا وارميا:"قد أوتيتْ مجد لبنان وبهاء الكرمـل"(اشعيا2:35) و"وأعيد إسرائيل إلـى مرتعـه فيرعـى فـى الكرمـل وباشان وتشبع نفسه"(ارميا19:50). وهو أيضاً الجبل الذى تحدى عليـه أنبيـاء البعل (3ملوك20:18-40)، وعلى نفس الجبل صلّى ايليا لسقوط الأمطار (3ملوك41:18-46). وفى القرن الثانى عشر ذهب مجموعة من الرهبان للتعبد على هذا الجبل فى الجليل متخذيـن العذراء مريـم شفيعة لهـم وأسسوا رهبنـة الكرمليت. وطبقاً للتقليد فإن العذراء مريـم قد ظهرت الى القديس سمعان ستوك Simon Stockوهو راهب كرملي فى يوم 16 يوليو من عام 1251وبدأ هذا الراهب فـى نشر الإكرام لـمريـم العذراء وحث الـمؤمنيـن على إرتداء صورة للعذراء كعلامـة حب لهـا وطلبـاً لحمايتهـا.
__________________

18. عيد تدشين كنيسة مريم الكبرى برومـا (يوم 5 أغسطس)
هو عيد تذكار تدشين كنيسة القديسة مريم العظمى St. Mary Major برومـا وذلك بعد مجمع افسس عام 431. وقد بنى بداخلهـا نموذج لـمغارة بيت لحم، وتُعد تلك الكنيسة اليوم من أكبـر الكنائس ويتردد عليهـا الكثيـر من الزوار وخاصة انهـا تحوى إحدى أقدم أيقونـة للعذراء مريـم.
_____________________

19. عيد إنتقال مريم للسماء بالنفس والجسد(15 اغسطس)
ويُحتفـل بـه فـى الكنيسة الكاثوليكية فـى يوم 15 أغسطس. ولقد بدأ فـى الإحتفال بهذا العيد فـى الشرق منذ القرن الخامس الـميلادي. أمـا عن كيفية موتهـا وإنتقالهـا فلقد جاء ذكره فـى بعض الكتابات والتى يرجع تاريخها للقرن الثانى الـميلادي.
ولقد أعلـن البابا بيوس الثانــى عـشـر فى 1/11/1950فى رسالته البابوية “إن والـدة الإلـه المنـًزهـة عـن كـل عيـب,مـريـم الدائـمـة البـتـوليـة, بعـد أن أنهـت مـجـرى حـيـاتـهـا الأرضــيـة, رٌفـعـت بجسـدهـا ونفـسـها إلـى المجـد السمـاوي”. إن إعـلان هـذه العقيدة يعبـر بشكل واضح عن إيمان الكنيسة منذ القرون الأولـى للمسـيحـية.
وهـذا الإنتقال كما يقول المجمع الفاتيكانى الثانى هو “علامة رجاء وطيد”, رجاء فى أن قيامة الأموات بفضل يسوع المسيح ستتم وتحدث, وإنتقال مريم الى السماء بجسدها وروحها علامة لقيامة البشر.
__________________

20. عيد تكليل مريم سلطانـة على السموات والأرض (يوم 22 أغسطس)

سلطانة السموات لأنهـا متوجـة بتاج العظمة والمجد لأنهـا والدة الكلمة المتجسد وهى تتطلع من عليائها بالرحمة والحنان على أبناء البشريـة، وسلطانة الأرض لأن لها مملكة واسعة النطاق حيث لها العديد من الكنائس والإيبارشيات الـمشيّدة على إسمهـا فـى جميع أنحاء الأرض بالإضافة إلـى كثير من الدول والـممالك التى اتخذت العذراء شفيعة ولها أبناء عديدون يدينون لهـا بالخضوع والحب والولاء لأنهـا أم يسوع وأمهـم. إن مريم صارت حقاً سلطانـة السموات والأرض فـى الوقت الذى أصبحت فيـه أم الله صانع السموات والأرض (مز2:120). ولقد بدأ فـى الإحتفال بـه من القرن الخامس والسادس الـميلادى فـى الكنائس الشرقيـة ذات الطقس البيزنطـى، ثـم بدأ فـى إدخالـه فى الطقس الغربـي فى عهد البابا بيوس الثانـى عشر.
أمـا فى طقس الكنيسة القبطيـة بـمصر فيتم الإحتفال فى هذا اليوم ( والذى يوافق 21 مسرى) بعيد صعود جسد العذراء الى السماء ولقد جاء فى كتاب السنكسار القبطي قصة هذا الصعود حسب روايـة القديس يوسف الأريوباغىوهـى كالآتـى:انـه بعد رقاد وموت مريم العذراء وكان جميع الرسل مجتمعين فى ذاك الوقت ماعدا تومـا الرسول الذى كان غائبا فى الهند عند نياحة العذراء، وعند عودتـه سأل عنهـا فأخبروه بكل ما حدث. وتظاهر القديس توما أنه لن يؤمن ان لم يرى الجسد بعينيه فى القبر، لكن عند القبر أخبرهم ان الجسد ليس بداخله، وبالفعل إذ دحرجوا الحجر لم يجدوا الجسد، فلم يعرفوا ماذا يقولون. عندئذ أخبرهم القديس توما أنه رأى جسدها يرتفع الى السماء، وقد أعطته القديسة مريم "طرحتهـا" وأراهم إياهـا، ففرحوا وسألوا الرب أن يروا العذراء. وفى فجر السادس عشر من مسرى حدثت رعود عظيمة وظهرت جوقة من الملائكة وجاء الرب يسوع محمولا من الشاروبيم، ومعه السيدة العذراء وأعطاهـم السلام. وهناك بعض الروايات تذكر أن جسد العذراء لم يصعد حتى السادس عشر من مسرى من يوم نياحتهـا فى 21 طوبـة قبل ذاك اليوم بسبعة أشهر، حيث جاء الرب ومعه نفس أمـه وسأل الجسد أن يصحبهـما فأخذها معه على مركبة تتقدمهما الملائكة.
_____________________

21. عيد ميلاد مريم العذراء (يوم 8 سبتـمبر)
بعد تسعة أشهـر من عيد الحبل بلا دنس (8 ديسمبر أو أول بشنس فـى طقس الكنيسة القبطيـة) تحتفل الكنيسة بعيد ميلاد القديسة مريم العذراء. ولقد بدأ الإحتفال بهذا العيد فـى الشرق منذ القرن الرابع الـميلادي. ولقد أعطى كتاب انجيل يعقوب الغير قانونـي(150م) بعض الـمعلومات عن مريم وطفوليتهـا. وعادة يتم الإحتفال بأعياد القديسين فـى ذكرى نياحتهم أو إستشهاهم أو رحيلهم للفردوس، لكن أصرّ الـمؤمنين على تكريم القديسة مريم فـى يوم ميلادهـا كيوم فرح.
____________________


22. عيـد إسـم مريـم الـمقدس (12سـبتـمبـر)
تعودت الأسر فـى العالـم كلـه على تسـمية أبنائهـا حسب العادات الـمتوارثـة فيتم إختيار إسم الأب أو الأم أو الأعـمام أو الأسلاف. غيـر أن إسم "مريـم" لـم تحـمله أسرة العذراء من قبل ومن الـمعتقد أن الله قد أوحـى بهذا الإسم إلـى والداي العذراء، كـما أوحى إلـى زكريـا الكاهن بإسم يوحنـا "فقال له الـملاك لا تخف يا زكريا فإن طِلبتك قد أستيجبت وامرأتك أليصابات ستلد ابنـاً فتسمـيه يوحنا"(لو13:1).
وإسم "مـريـم" قديـم فـى إسرائيـل فلقد جاء فـى الكتاب الـمقدس فـى عِدة شخصيات:
- فلقد حملته مريم أخت هارون الكاهن "وبنو عمرام هرون وموسى ومريـم"(1 أخبار الأيام3:6).
- وامرأة من نسل يهوذا إبن يعقوب" واتخذ مارد بِتيّة فحبلت بـمريم"(1 أخبار الأيام17:4).
- وامرأة حلفى أو كلوبـا وأم يعقوب " وأخت أمه مريم التى لكلوبا"
(يوحنا25:19).
- مريم أخت لعازر ومرثـا "لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها"(يوحنا1:11).
- مريم الـمجدليـة "وفى أول الأسبوع جاءت مريم الـمجدلية إلـى القبر"(يوحنا1:20).
- أم يوحنـا مرقص وخالة برنابـا "وتوجـه إلـى بيت مريم أم يوحنـا الـملّقب مرقس"(أعمال12:12).
- إمرأة مسيحية فـى روميـة "سلّموا على مريم التى تعبت لأجلنـا كثيراً"(رومية6:16).
ولقد حـملت العذراء أم يسوع هذا الإسـم "مـريـم". ومعنى إسم "مريـم" يزيد فـى معانيـه عن الخـمسون: الحبيبة-القادرة-الـمالكة-السيدة-نجمة البحر-الـجمال- الـمُرّ- النور-البخور الـملكي)، وفـى اللغة العـِبريـة أو اللاتينيـة فيعنى البحـر.
___________________

23. عيد مريم سيدة الأحزان (يوم 15 سبتمبر)
وهو عيد تذكاري بدأ فـى الإحتفال بـه من بدايـة القرن الثانـى عشر ثـم بدأ فـى الإنتشار بين مكرمـي العذراء فـى كل العالـم وتمت إضافتـه إلـى قائـمة الأعياد الـمريـمية بمعرفـة البابا بندكيت الثامن فى عام 1482وأيضاً البابا بيوس السابع فى عام 1814 الذى أعلن إمتداد هذا العيـد لكل الكنيسة فـى العالـم أجـمع. ويسمى هذا العيد أيضاً بعيد أحزان مريـم السبعـة، وفى هذا اليوم يتم التركيـز على التأمـل فـى آلام وأحزان مريم العذراء من خلال سر الخلاص وخاصة وقت نزاع يسوع وموتـه على الصليب (يوحنا25:19). وفى طقس الكنيسة الكاثوليكية الغربيـة يتم قراءة نصوص من الكتاب المقدس تتناول آلام السيد الـمسيح (عبرانيين7:5-9) ونبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35). وبالتأمـل فـى أحزان مـريـم أمنـا يـمكننـا أن نتأمـل فـيـما إقترفنـاه من خطايـا نحو الله ومـا سببـته من آلام للرب يسوع وأمـه القديسة مريـم فنندم عليهـا ونتوب.
وأحزان القديسة مريم كما جاءت فى الكتاب الـمقدس تشمل: نبؤة سمعان الشيخ (لوقا33:2-35)، ولادتهـا ليسوع فى مغارة (لوقا7:2)،الهروب لأرض مصر (متى13:2-21)،قتل أطفال بيت لحم (متى16:2-18)،فقد يسوع لـمدة ثلاثة ايام فـى الهيكل (لوقا41:2-50)،الطريق الى جبل الجلجثـة (يوحنا17:19)،الصلب وموت يسوع (يوحنا18:19-30)،إنزال يسوع من على الصليب (يوحنا39:19-40)،ثـم وضع يسوع فى القبـر (يوحنا40:19-42).
وتأملنـا فـى كل تلك الآحزان يجعلنـا نفهـم أن العذراء مريـم قد إجتازت كل تلك الأحزان الأرضيـة بثقـة وإيـمان ورجـاء صادق فـى وعد الله بالحيـاة الأبـديـة، وهذا بالتالـى يدفع فينـا الثقـة فـى
التشبـه بهـا فـى كل ما قد نتعرض لـه على الأرض من آلام وأحزان فلا يهتـز إيـماننـا، وأيضاً يبث فينـا الرجـاء والثقـة انـه مهـما طلبنـا منهـا فهـى تعرف من هـم الأبنـاء بكل مـا يتعرضون لـه من أحزان وضيق على الأرض فتصلّي وتتشفع من أجلنـا.
______________________


24. عيد سيدة الورديـة (يوم 7 أكتوبـر)
فـى عام 1479 أعلن البابا سكتيوس الرابع موافقتـه على تلاوة صلوات الورديـة والتى كان قد بدأ فـى ممارستهـا منذ القرن الثالث عشر داخل بعض الرهبانيات.
وفى سنة 1883 أصدر البابا لاون الثالث عشر منشوراً للعالم الكاثوليكى يحثـه فيـه على ممارسة تلاوة الـمسبحة طلبـا لمعونـة السيدة العذراء وأمر بدرج لقب "سلطانة الورديـة الـمقدسة" فى طلبة العذراء الـمجيدة. ولقد انتشرت بعدئذ ممارسة صلوات الورديـة فى كل أنحاء العالـم،ولقد شجّع على تلاوة الـمسبحة أكثر من خمسين من الباباوات على مر الأيـام ومنحوهـا العديد من الغفرانات. وفـى ظهورات السيدة العذراء فـى لورد (1858) وفاطيـما (1917) شجعت وباركت صلوات الورديـة الـمقدسة.
___________________

25. عيد مريـم أم الكنيسة (يوم 11 أكتوبـر)
نقرأ فى رسالة القديس بولس " فلما بلغ ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من إمرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبـني"
(غلاطية 4:4).والـمرأة أم الـمخلص هى مريم العذراء ( الـملاك جبرائييل ومريم- لوقا 1: 28-35) و هـي أم يسوع (يو 1:2).ويسوع هو الإبن البكر لأخوة كثيرين كـما يعلن الوحي على لسان الرسول بولس " فإن الذين سبق فعَرفَهم سبق فحدّد أن يكونوا مشابهين لصورة إبنه حتى يكون بِكراً مـا بين أخوة كثيرين" (رو29:8). فمريم هى أم المسيح بكل أعضاء جسده السري.الـمسيح هو الرأس ونحن الأعضاء " كذلك نحن الكثيرين جسد واحد فـى الـمسيح يسوع وكل واحد منا عضو للأخرين " (رو5:12) ولا يمكن للأعضاء ان تحيا بدون الرأس.."أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو5:15) ..
فنحن أعضاء فى كرمة الرب " فأنتم جسد الـمسيح وأعضاء من عضو"
(1كو 27:12). ومريم قد ولدت الجسد كله، فنحن أبناء لـمريم وأخوة ليسوع وأعضاء فى كرمتـه، أي كنيسته.
إن يسوع بوعده لنا " لن أترككم يتامى" (يو28:18 ) فأرسل لنا روحه الـمعزي بعد قيامته وصعوده للسماوات. وأعطى الـمجد أن يحل الروح القدس على الكنيسة بوجود العذراء, فولدت الكنيسة فى ذلك اليوم وصارت العذراء أمــاً للكنيسـة.
فالأم التى أرادت مـجداً للكنيسة لا تزال تعود الى أبناء الكنيسة لتحقيق ومواصلة هذا الـمجد. إن يسوع لم يتركنا يتامى بل أرسل روحه القدوس وأرسل ايضا مريم أمــنـا.. إن عمل العذراء فى السماء هو إمتداداً لعملها على الأرض ،فلقد لعبت دوراً كبيراً فى سر الفداء وفى ذبيحة الـمسيح الخلاصية وهذا الدور الفريد جعل وساطتها تختلف عن وساطة القديسين وشفاعتهم لتشمل الكنيسة بكاملها.
_____________________


26. عيد سيدة الأيقونـة العجائبيـة (يوم 27 نوفمبر)
وهو عيد تذكاري. ففـى عام 1830 ظهرت العذراء مريم لراهبة مبتدئة من راهبات "أخوات الرحـمة للقديس منصور دى بول" بفرنسا اسمها كاترين لابوريـه Catherine Laboure وهى واقفة على الكرة الأرضيـة وتدوس بقدميهـا الحيـّة ويدهـا ممتدة لأسفل ويخرج منها أشعة مضيئـة وكان مكتوبـا أسفل الكرة بكتابة ذهبيـة هذه الكلمات:"يا مريـم، يا من حبلت بلا خطيئة صلّي لأجلنا نحن الـملتجئين إليكِ". ولقد طلبت منهـا العذراء أن تعـمل أيقونـة عليها صورة العذراء من جهة والجهة الأخرى عليها صليب وحرف M فوق قلبين واحد ليسوع ومحاط بإكليل الشوك والآخر لمريم ومغروس بداخله سيف. وفـى عام 1832 بدأ فـى نشر هذه الأيقونـة التى أُطلق عليهـا الأيقونـة العجائبية لـما قد صنعتـه من العديد من الـمعجزات وخاصـة ان منطقة باريس كان بهـا وباء الكوليرا الذى أطاح بأكثر من 000و20 فى أقل من شهر واحد ، ولكن كل من حمل تلك الأيقونـة لـم يـمت. ولقد إنتشر سر تلك الأيقونـة العجائبيـة فى كل أنحاء العالـم فكل من يحملهـا بإيـمان ويكرّم مريـم العذراء ينال شفاعـة العذراء وحمايتهـا.
___________________

27. عيد سيدة جوادلوب (يوم 12 ديسمبر)
هو عيد تذكاري وفيه يتم تذكار ظهور مريم العذراء فى بلدة Guadalupeبالمكسيك فلقد ظهرت القديسة مريم لأحد السكان الأصليين من الهنود الحمر اسمه جوان دييـجوJuan Diegoوكان قد آمن بالـمسيحية على يد الـمرسلين الأسبان، وذلك فى الفترة من 9-12 ديسمبر من عام 1531، وكان فى طريقـة للكنيسة، ولقد طلبت منه القديسة مريم أن يذهب لـمطران البلدة وينقل لـه رسالة العذراء من يقام كنيسة فـى مكان الظهور. وعندما نقل جوان دييجو الرسالة للـمطران أجابـه قائلاً دع السيدة أن تأتـى بعلامـة حتى يمكنـه حملهـا للـمطران لكى يصدقـه. وهنا عاد جوان وقال للعذراء ما قد قيل لـه، وهنا طلبت منـه أن يلتقط بعض الأزهار من مكان الظهور والذى كان من الـمستحيل ظهورهـا لأنـه كان ذلك فى شهر ديسمبر وكان مكان قفر جبلي، وبالفعل وجد جوان الأزهار فقام بقطفهـا ووضعهـا داخـل عباءتـه. وعندما ذهب جوان للـمطران والذى سألـه أين العلامـة فبدأ جوان فـى فرد عباءتـه وهنا وجدوا صورة للعذراء مريـم مطبوعـة على العباءة، ومنذ ذلك الوقت بدأ فـى تكريـم مريم العذراء فـى تلك الـمنطقة والتى كانت قد إعتنقت الـمسيحية حديثاً وبنيت كنيسة فـى مكان ظهور العذراء وأصبح مزاراً ليس فقط لشعب الـمكسيك بل للعالـم أجمع وتم نشر إكرامهـا فـى كل أرجاء الـمكسيك.
____________________

28. عيد ميلاد السيد المسيح من مريم العذراء (يوم 25 ديسمبر)
بعد 9 أشهـر من البشارة تحتفل الكنيسة بـذكرى ميلاد السيد الـمسيح. وتفاصيل هذا الـميلاد نجدهـا مدونـة فـى إنجيل متى وإنجيل لوقـا. ويقول التقليد الكنسي على لسان القديس الشهيد يوستين (150م) عمّا وصله من التقليد الأقدم،إن يوسف ومعه القديسة مريم لـما بلغَا بيت لحم لم يكن لهما فيها احد، إذ كانا قد استوطنا الناصرة منذ زمن بعيد,. فاتجهـا الى الخان (المنزل أو النُزل وهو اللوكاندة الريفية التى تستقبل المسافرين مع دوابهم). فلما لم يجدا فى المنزل مكاناً التجأ الى "المغارة" الملحقة-والتى كانت مخصصة للدواب- وباتا فيهـا وهناك ولدت مريم ابنهـا البِكر وقـمّطته وأضجعته فى المزود(لوقا7:2). ويعود العلاّمة أوريجانوس (185-254م) ويكرر نفس القصة كما استلمها من التقليد. ولقد شيّدت الملكة هيلانة كنيسة فى مكان المغارة سنة 330م، وبعدها بقليل قام الإمبراطور جوستينيان الأول(483-563م) وبنى كاتدرائية كبرى على هذا المكان المقدس، ويقال إن الكنيسة الحالية هى بقاياها أُعيد ترميمها. ومعروف أن أول عيد ميلاد (كريسماس) احتفل به العالم كان سنة 354م فى روما وسنة 379م فى القسطنطينية. أما إختلاف تاريخ الميلاد ما بين الكنائس فى الشرق (7 يناير) وفى الغرب (25 ديسمبر) فهو نتيجة تعديل التاريخ الذى يُسمّى بالغريغوري بفارق 13 يوماً.
رد مع اقتباس