[Mary Naeem]

إرهاب الإخوان للأقباط








بقلم مجدي ملاك
لا يتهاون الإخوان في استخدام كافة الوسائل من أجل تحقيق أغراضهم سواء بالطرق المشروعة أو الطرق غير المشروعة، فمن قبل كانوا يستخدمون الدين من أجل تحقيق أغراضهم ويحولون أي معركة إلى معركة كفر وإيمان ، والآن يستخدمون نفس الأسلوب في التعبئة ضد الأقباط من أجل الحشد الطائفي ضد المسيحيين وبالتالي تشجيع الفئة المتأسلمة على التحرش بالأقباط واستخدام الأقباط كذريعة من أجل أي عنف ضدهم سواء على المستوي الشعبي، أو على المستوي الرسمي إذا ما تولى الإخوان المسلمين الحكم من خلال فوز محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين .

إن إرهاب الإخوان للأٌقباط واتهامهم الدائم للأقباط يعطي انطباع أولى كيف سيكون حال الأقباط في ظل وجود الإخوان، وكيف سيكون حال الشعب المصري بشكل عام فى حال فاز مرسي بانتخابات الرئاسة،

بشكل شخصي وكقبطي مصري أنا ضد كل من شفيق ومرسي ولى أسبابي الكثيرة في كوني ضد كل من الاثنين ،ولكن تصريحات الإخوان الأخيرة وخاصة تصريحات خيرت الشاطر وبديع وغيرهم من قيادات الإخوان، حول استخدام العنف في حال فوز الفريق أحمد شفيق يعني أن الإخوان ترغب في إغراق البلاد بالدم واستخدام العنف الغير مبرر ، وهذا ما نعرفه عن تاريخ الإخوان وكنا نعتقد لبعض الوقت أن تفكيرهم بدأ يتغير ولكن يبدو أن " معالم على الطريق " لسيد قطب ، والذي قنن استخدام العنف في حالة الضرورة يطبق في الوقت الحالي.

الإخوان المسلمين منذ نشأتهم وحتى الآن لا يعرفون شيء عن السياسة ولكن على العكس كانوا بشكل دائم يستخدمون الدين في كل الأمور السياسية بداية من الاستفتاء وحتى انتخابات الإعادة التي شاهدت في المنطقة التي أقطن فيها العديد من الأتوبيسات ومكان التجمع أمام الجامع القريب مني، وتأخذ العربيات السيدات والرجال للتصويت الجماعي في اللجان.

اعتقد أن الخطية العظمة التي ارتكبها المجلس العسكري هي السماح للتيار الديني بتشكيل أحزاب سياسية على أساس ديني، وهو أمر سيأتي على الأخضر واليابس في مصر ليس فقط في المرحلة الحالية ولكن على المستقبل بأكمله، وهو أمر كثيرا ما حظرنا منه، لأنه لا يجوز الركوع للتيار الديني وكسر مبادئ دستورية أساسية عاش عليها المجتمع واستقر عليه منذ مئات السنين.

أصبحت المقاطعة في هذا الوقت أمر غير مجدي حتى لو كان اختيار شفيق من وجهة نظري أمر سيء ولم أكن أريده ، ولكن الإخوان أصبحوا يدفعون في اتجاه استحالة المقاطعة وعدم جدواها، ومن ثم أريد أن أعلن أن تأييدي للفريق شفيق سيكون ليس من قبل اقتناعي الشخصي بالفريق شفيق وليس هذا هو الوقت لبحث وكتابة أسباب رفضي للفريق شفيق.

إن هذا الموقف يذكرني بما حدث في انتخابات الرئاسة عام 2005 ، حينما ترشح أيمن نور ضد الرئيس السابق حسنى مبارك ، وقررت التصويت لأيمن نور ليس لاقتناعي بأيمن نور ولكن لكوني كنت ضد الحزب الوطني والرئيس السابق ، وبالتالي كان التصويت تصويت عقابي وليس تصويت اقتناعي وهو أمر يمكن أن أؤكد أن الكثيرين أجبروا عليه، وأنا من هؤلاء الذين أجبروا فقط هذه اللحظة بعد تصريحات الإخوان الخاصة بالعنف واستخدام العنف في حالة عدم فوز مرسي بالرئاسة.

أسجل هذا الموقف الذي تقتضى به مقتضيات المرحلة والصورة التي نراها أمامنا من رغبة الإخوان الجامحة فى السيطرة على كافة مجريات الأمور داخل البلاد.


الاقباط