[walaa farouk]

قال الكتاب: «كُنتَ أميناً في القليل، فسأقيمكَ على الكثير». أي كنت أميناً في الأرضيات، فسأقيمك على السماويات. كنت أميناً في هذا العالم الحاضر، فسأقيمك على الأبدية. ويمكن تطبيق هذا المبدأ في مجالات شتى كثيرة:

1 ـــ إن كنت أميناً في محبتك للقريب، يمكن أن يقيمك الرب على محبة العدو، أي يعطيك النعمة التي تستطيع بها أن تحبَّ عدوك.

2 ـــ إن كنت أميناً من جهة خدمة الرب في وقت فراغك، يمكن أن يهبك الرب الحب الذي به تكرس حياتك كلها له.

3 ـــ إن كنت أميناً من جهة عدم قبولك للخطايا الإرادية، يمكن أن ينقذك الرب من الخطايا غير الإرادية.

4 ـــ إن كنت أميناً في حفظ عقلك الواعي من الفكر الشرير، يعطيك الرب حينئذ نقاوة العقل الباطن، ويعطيك الرب أيضاً نقاوة الأحلام.

5 ـــ إن كنت أميناً في سن الطفولة، يقيمك الرب على الأمانة في سن الشباب، وهي أكثر حروباً.

6 ـــ إن كنت أميناً من جهة عدم إدانة الآخرين بلسانك، حينئذ يعطيك الرب عدم الإدانة بالفكر وهي أصعب.

7 ـــ وبالمثل إن كنت أميناً في ضبط نفسك من جهة الغضب الخارجي الظاهر، حينئذ يهبك الرب النقاوة من الغضب الداخلي أيضاً، النقاوة من الغيظ والحقد وأفكار الغضب.

8 ـــ إن كنت أميناً في الروحيَّات العادية (ثمار الروح) يمكن أن يقيمك الرب على مواهب الروح، وبدون الأمانة على الأولى لا تُعطى الثانية.

إن الله يختبرك أولاً في الشيء القليل فإن وجدك أميناً فيه حينئذٍ يأتمنك على ما هو أكثر. أما إن أظهرت فشلك وعدم أمانتك في القليل فمن الصعب أن يقيمك على الكثير. وكما قال الكتاب «إن جريت مع المشاة فأتعبوك، فكيف تستطيع أن تباري الخيل؟» (أر 12 : 5 ) .

العجيب أن كثيرين يظنُّون في أنفسهم القدرة على القيام بمسؤوليات كبيرة بينما هم عاجزون عن القيام بما هو أقل منها. النعمة التي معهم لا يستخدمونها، ومع ذلك يطالبون بنعمة أكبر، ناسين قول الرب «كنت أميناً في القليل، فسأقيمك على الكثير» (مت 25:21)