8- آلامك مِن الممكن أن تُجنب الآخرين الألم
يوسف مثال عظيم في هذا الأمر؛ لقد حسده إخوته، وألقوه في البئر، ثم باعوه كعبد، ونزل إلى مصر، واتُهم ظلمًا كمذنب مع أنه كان بريئًا، ولكن بعد مرور زمن ليس بالقليل يقول يوسف لإخوته: «الآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ... فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً... لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ»، وأيضًا: «أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا» (تك45: 5-8؛ 50: 20).
وليس أعظم وأوضح من آلام ربنا يسوع المسيح، فأعظم جريمة في كل التاريخ البشري، صلب المسيح، عندما استهزأ الأشرار بخالقهم، واقتادوه ليموت أشنع ميتة، مُسمَّرًا على خشبة، ومتألِمًا آلامًا جسدية رهيبة، كان من نتيجتها أن أتى الخلاص العظيم، المُقدَّم لكل إنسان على وجه المسكونة.
أي إله هذا الذي نؤمن به! ما أعظمه! وما أجوده!