2- الله يستخدم الألم لإرجاع الإنسان إليه
الإنسان في غطرسته يختار أن يبتعد عن الله، ويمضي في طريقه، ولكن الله يستخدم الألم في إرجاعه؛ الابن الضال «ابْتَدَأَ يَحْتَاجُ ... وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ» (لو15: 14-17).
يقول الكتاب في 2كورنثوس 7 : 10 «لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا». إذًا أحيانًا ما تكون إرادة الله مِن جهتك هي أن تتألم. لماذا؟ لأنها تُنتج توبة.
في كتابه “مشكله الألم” يقول سي. إس. لويس: “في أوقات سعادتنا يهمس الله لنا، ويتكلَّم إلى ضمائرنا، ولكنه يصرخ في وقت آلامنا. والألم هو الميكرفون الذي يستخدمه الله لإنهاض العالم الأصم”. فالألم إحدى طرق إيقاظ الناس، وإني أعتقد بصحة القول: “بعض الناس لن ينظروا إلى أعلى إلا إذا طُرحوا على ظهورهم. والألم قادر على أن يصدم الناس بعيدًا عن حياتهم العبثية إلى الأمور الروحية”.
علينا أن نؤكِّد الآن على حقيقة أن الله قد يستخدم الألم للخير مع شخص ما، ولكن ليس دائمًا ما يكون ألم هذا الشخص متعلِّقًا بالخطية «كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ» (مز34: 19). نعم حتى رجال الله المؤمنون السالكون بالاستقامة، يمكن أن يختبروا الألم؛ والمثال الواضح هو أيوب.