عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:37 AM   رقم المشاركة : ( 410 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

كان بالقربِ من جبلِ شيهات، الذي تفسيرُه ميزانُ القلوب، ديرٌ فيه كثيرٌ من العذارى، وكان لهن رزقٌ قليل، وكن يفرقن منه على المساكين والغرباء، وإنَّ مبغضَ الخير، لم يحتمل البرَّ الذي يصنعنه، فدخل في قلبِ مقدمِ قبيلةٍ بالقربِ منهن، وأغراه بسرقةِ الديرِ، وكم كان فرحُ رجالهِ لما عرََّفهم بعزمهِ.
فلما جاءوا إلى الديرِ، تحايلوا كيف يجدون السبيلَ لأخذهِ، لكنهم لم يقدروا، لأن حصنَ الديرِ كان منيعاً، فقال لهم مقدمُهم: «ما أقوله لكم افعلوه، امضوا واحضروا لي ثيابَ راهبٍ، وبليناً أسودَ، وقلونية منقوشةً كلها صلبان، مثل شكل أنبا دانيال، الذي من شيهات، فإذا أمسى الوقتُ، لبستُ كلَّ ذلك، وآخذ بيدي جريدةً، وأقرع البابَ، فإذا نظرن إليَّ يفتحن لي من أجلهِ، وبذلك أهيئ لكم الموضعَ لتنهبوه براحةٍ». فلما سمعوا فرحوا، وأحضروا الثيابَ الذي طلبه.
ولما أمسى الوقتُ، قام المقدمُ، لابساً الثيابَ، وأخذ في يدهِ جريدةً، وقرع البابَ، فجاوبته البوابةُ: «من أنت يا سيدي وأبي؟»، فقال لها: «امضِ وعرِّفي الأم بأن المسكينَ دانيال القسيس، الذي من شيهات، قائمٌ على البابِ، ويقول: اقبلنني عندكن إلى الغداةِ لكي أستريحَ». فأبلغت البوابةُ الأم بالكلام، وما أن سمعت الأم أن أنبا دانيال قائمٌ على البابِ، حتى قامت مسرعةً، والأخوات يتبعنها، وقبَّلن رجلي ذلك الإنسان. ولأن الوقتَ كان مساءً، فإنهن لم يتحققن شخصَه، بل أسرعن، وأحضرن ماءً في لقانٍ، وغسلن رجليه، ولما أردن أن يفرشن له في علو الديرِ، منعهن قائلاً: «لن أفارقَ هذا الموضعِ».
  رد مع اقتباس