عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:37 AM   رقم المشاركة : ( 409 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

ولم تمضِ هجعةٌ من الليل، وإذا بالمجنونةِ قد قامت، وانتصبت، ورفعت يديها نحو السماءِ، وفتحت فاها وباركت الله، وصنعت مطانيات كثيرةً، وكانت دموعُها تجري مثلَ ينبوعٍ يجري، من أجلِ حُرقة قلبها في اللهِ، وكان هذا عملها في كلِّ ليلةٍ، وإذا سمعت حساً نحوها، طرحت نفسَها على الأرضِ، وتظاهرت بأنها نائمةٌ. وهذا كان تدبيرُها جميعَ أيامِ حياتِها. فقال لتلميذِه: «استدعِ الأم بسرعةٍ». فلما أتت ونظرت الأختَ عبدة المسيح، والنورَ بين يديها، والملائكةَ تسجدُ معها، بكت وقالت: «الويل لي أنا الخاطئة، فكم صنعتُ بها من الشتمِ والإهانةِ والتعيير».
فلما ضُرب الناقوسُ، واجتمعت الأخوات للصلاةِ، عرفتهن الأم بما عاينت. فلما علمت (القديسة) أنهن علمن بخبرِها، كتبت ورقةً وعلقتها على قصبةٍ عند بابِ الدير، وخرجت من الديرِ، وكان مكتوبٌ في الورقةِ: «أنا الشقيةُ، لشقوتي، ومعاندة العدو، أخرجني من بينكن، وأبعدني من وجوهكن المملوءة حياةً. إهانتكن لي كانت قرة نفسي، وضجركم عليَّ كان ثمرةً تُجمع كلَّ يومٍ، استقلالكن لي كان ربحي، ورأس المال يزداد كل يوم وساعة، فمباركةٌ تلك الساعةِ التي قيل لي فيها: يا هبيلة، يا مجنونة، وأنتن محاللات من جهتي، بارئات من الخطيةِ، وإني قدامكن، قدام المنبر، سوف أجاوب عنكن لأجلي؛ ليس فيكن مستهزئةٌ، ولا من هي محبةٌ للحنجرةِ، ولا للِّباس، ولا للشهوةِ، بل كلكن نقيات».
وهذه هي آخرُ رسالةٍ لها، فلما قرأها أنبا دانيال قال: «ما كان بياتي البارحة هنا، إلا لهذا السببِ».
وإن جميعَ الأخوات، أقررن له بما كنَّ يهينونها، ويفترين به عليها، فحينئذ حاللهن الأب أنبا دانيال وعرَّفهن بأن لا يستهزئن بخليقةِ اللهِ، فهذه أعظم الخطايا، حتى ولو كان هبيلاً، لأن توراة موسى النبي تقول: «خُلق الإنسانُ على صورةِ الله ومثالِه بالوقار، والإكرامِ، وطولِ الروحِ، والتأني»، ثم إنّ الأب صلى عليهن، وتوجه إلى ديرِه.
  رد مع اقتباس