وفي تلك الليلةِ، بينما كان يبكي ويتنهد، رجع إلى نفسِه وندم، لأنه أخطأ بجمعهِ الصدقةَ التي كان يتصدق بها، وكان يقول: «أخطأتُ يا ربُّ، اغفر لي من أجلِ محبتِك لجنسِ البشرِ». فظهر له ملاكُ الربِّ قائلاً له: «أين هي الفضةُ التي ادخرتَها، وتوكَّلتَ عليها، لتعينك في مرضِك، لقد راح ما جمعتَه باطلاً، والصدقةُ التي كنتَ تصرفها، قد رجعتَ وأخذتها»؟ فبدأ يبكي ويقول: «أخطأتُ إليك، اغفر لي، وإن رجعتُ معافى قوياً، عُدتُ إلى ما كنتُ عليه أولاً». ففي ساعتِها مسَّ الملاكُ رجلَه، وشُفيت للوقتِ، وقام من ساعتِه، ومضى إلى البستانِ الذي كان يعمل فيه.