قال شيخٌ: «حدث أني كنتُ دفعةً سائراً في الصعيدِ مع رجلٍ إسماعيلي، وأمسى علينا الوقتُ، ولم نستطع أن نصلَ إلى مسكنٍ لنلتجئَ فيه إلى باكرٍ، وفيما نحن محتارون، خائفون من الوحوشِ، صادفتنا بربا عتيقةٌ، فدخلناها لنستريحَ إلى باكرٍ. وإني وقفتُ ورشمتُ علامةَ الصليبِ المقدسةِ من ناحيتي هذه، وهذه، ثم رشمتها أيضاً تحتي وفوق رأسي، ورقدتُ.
وفي نصفِ الليلِ، إذا بنا نسمعُ صهيلَ خيلٍ، وصياحاً، وخيالاً عظيماً، وقلقاً من الجنونِ، ورأيتُ واحداً أجلسوه على كرسي مثل والٍ، وأمر القيامَ بين يديه، وهم كالرقاصين، أن يدخلوا البربا حيث كنا راقدين، وأخرجوا الراقدَ معي، وضربوه حتى شارف الموتَ، وكانوا يقولون له: «أين هو الراقدُ معك»؟ فيقول لهم: «إنه في الموضع الذي كنتُ راقداً فيه».