عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:33 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال دورثاوس: «إن الأوجاعَ هي غيرُ الخطايا، فالخطايا هي عملُ الأوجاعِ بالفعلِ، والأوجاعُ هي أسباب الخطايا، فقد يوجد إنسانٌ فيه الأوجاع كالغضبِ الضار، وشهوةِ الشرِّ، ولا يستعملها.
والقديسون ما اكتفوا بأن لا يفعلوا الشرورَ فقط، بل واجتهدوا في أن يقلعوا من نفوسِهم الأوجاعَ التي هي أصولُها، ولما صَعُبَ عليهم ذلك وهم بين العلمانيين، تغرَّبوا في البريةِ، ولازموا الصوم والصلاةَ والسهرَ، فقاموا بما قُرر عليهم من الوصايا، من عفةٍ، ومسكنةٍ، ونافلةٍ، وغربةٍ، لتكميل وصايا الربِّ. وزيادة العفةِ، وهي عدم الجماع البتة. والمسكنةِ، وهي عدم القنيةِ بالكمالِ. والنافلة، وهي ما زاد على الفريضةِ، وهي الرهبنة. وفرزوا للرهبنة شكلاً (أي زِيًّا) فيه رموزٌ على غرضها. أما القلونية التي ليس لها كُم، فإذا أردنا أن نعملَ بأيدينا شراً، إما بالسرقةِ، أو الضربِ، أو غيرهِ، فإن ذلك يُقصِّر أيدينا كتقصيرِ كُمِّنا. وأما الاشتداد بالمنطقةِ، فللتشمر والاجتهاد في خدمةِ اللهِ، وكونها من جلدٍ ميت، لنميتَ أوجاعَنا. وأما الأباليون بشبهِ الصليب، فإشارة إلى حملِ الصليبِ واتِّباع سيدنا. وأما القوفلية، فهو شبه الخنق، وهو لباس الأطفال، والأطفال لا مكر عندهم، ولا حقد ولا نجس، ولا إقامة هوى، وذلك هو أكبر أغراض الرهبنةِ».
قال شيخٌ: «الرهبنة هي غربةٌ، وفقرٌ، وصبرٌ على البلايا والظلمِ».
وقال أيضاً: «إن لم تبغض الإثمَ، فلن تستطيعَ أن تحبَّ البرَّ، كما كُتب: حِدْ عن الشرِّ واصنع الخيرَ».
  رد مع اقتباس