«إنها تردُّ الأتعابَ التي ضيعها الشيطانُ، وتعطي العطايا السماوية. هي التي تجدد البتوليةَ التي اتسخت، وتحفظ بلا عيبٍ تلك التي لم تفسد بعد. المسيحُ جاء وخلَّصنا، وبصوتِه نادانا قائلاً: توبوا فقد اقتربَ الملكوت. له المجد إلى الأبد آمين».
وقال أيضاً: «من يَحذَر بلسانهِ، فلن يُسلَب كنزُه منه إلى الأبدِ. فمُ الساكتِ يُترجمُ أسرارَ اللهِ، ومن يتكلم بسرعةٍ، يُبعد عنه خالقَه. من يستهين بذاته ويرذلها، يتحكم من اللهِ، ومن يَحسبُ نفسَه حكيماً، ترتفع منه حكمةُ الخالقِ. المسكينُ من متاعِ الدنيا، يستغني باللهِ. وصديقُ الأغنياءِ يتمسكن مما للربِ. من اعتاد كلامَ اللعبِ مفرِّجاً عن جسدِه ونفسِه، فذاك زانٍ، ومن يستأنس به فهو فاسق. المحبةُ المفرِزة للصبيان، هي زنى سمج أمام الربِّ، ولا يوجد جبرٌ لانكسارهِ. شابٌ يصاحب شاباً، فليبكِ عليهما ذوو الإفرازِ. الشيخُ الذي يحبُ صُحبةَ الصبيانِ، اعلم أن أوجاعَه أنجس من الصبيانِ النجسين؛ وإن كان يكلمهم بالأعاجيب، لكن قلبَه بالحمأةِ غارقٌ. يا أخي، إن عشتَ للعالمِ، فسوف تصبح حياً للعالمِ. واحدٌ بواحدٍ، فإن اثنين لا يوجدان مثل الكلمة الوحيد الذي له المجد إلى الأبد آمين».
وقال كذلك مما سَمع من الشيوخِ، أن واحداً منهم قال له: «في أيامٍ كثيرةٍ يَظهرُ لي أنّ استعمالَ الأطعمةِ زيادةٌ وفضولٌ، لأن حبَّ ربي يُكمِّل لي حاجتي، ويُنسيني الاهتمام بها».