أما أنا فقد تباحثتُ مع الشيخِ وقلتُ له: «ألم يعودوا كأولئك الذين طرقوا ذلك الشيخ»؟ فقال بسرعةٍ: «لا يغفل اللهُ عن ذلك. لأني ولا هذا اشتهيتُ، أعني رجوعهم»، وقال: «ها شوق الشيخ. فماذا منحه وماذا أعطاه؟ إنه ليس فقط لم يحزن، ولكنه يفرح بالحري كمن استحق هذه الموهبة». وقال دفعاتٍ كثيرةٍ: «إننا في أمسِّ الحاجةِ إلى استيقاظٍ كثيرٍ، وعقلٍ غزيرٍ، نلقى به فنون الشيطان، لأنه يسببِ لنا الانزعاج من لا شيء، ودفعاتٍ بسبب حجةٍ واجبةٍ، كمن قد حَرَدَ بسببٍ واجبٍ في موضعهِ، فهذا الأمرُ غريبٌ جداً، وأجنبيٌ عن المشتاقين إلى سلوكِ طريقِ اللهِ، حسبما يقول القديس مقاريوس، إذ قال: الحَرَد غريبٌ عن طبقةِ الرهبان، كما أن حزنَ الأخِ أيضاً، غريبٌ عن طريقةِ الرهبانِ».