عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:28 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال أنبا زوسيما: إني بينما كنتُ في الدير بمدينةِ صور، جاءنا رجلٌ شيخٌ فاضلٌ. وبينما كنا نقرأ فصولاً مما قاله الشيوخُ، لأن الطوباوي كان يحبُ قراءتها دائماً، ولذلك استثمر منها الفضيلةَ. فاتفق أننا وصلنا في قراءتِنا إلى خبرِ ذلك الشيخ الذي طرقه اللصوصُ وقالوا له: «جئنا لنأخذ جميعَ ما في قلايتك»، فقال لهم: «خذوا ما شئتم أيها الأولاد»، فلما أخذوا جميعَ ما وجدوه مضوْا بعد أن نسوا مخلاةً، فأخذها الشيخُ وجرى وراءهم صارخاً قائلاً: «أيها البنون خذوا مني ما قد نسيتموه في القلاية». فتعجبوا من سذاجة الشيخِ، وأعادوا إليه سائرَ ما أخذوه، وندموا قائلين بعضُهم لبعضٍ: «بالحقيقيةِ إن هذا الإنسانَ رجلُ اللهِ». ففي قراءتنا هذا الفصل، قال لي الشيخُ: «هل علمتَ يا أبانا أن هذا الفصل قد نفعني منفعةً كبيرةً»؟ فقلتُ: «وكيف نفعك أيها الأب»؟ فقال لي: «لما كنتُ في نواحي الأردن قرأتُه وعجبتُ من الشيخ، وقلت في نفسي: يا ربُّ أهلني لأن أسلكَ في سبيلِه، يا من أهلتني لأن ألبسَ زيَّه. ولما كان هذا بشوقٍ مني، فقد حدث بعد يومين أن طرقَ بابي لصوصٌ، فلما قرعوا البابَ، وعلمت أنهم لصوصٌ، قلتُ في نفسي: المجدُ للربِّ والمنة منه. ها قد جاءني الوقتُ لأظهرَ ثمرةَ شوقي. ففتحتُ لهم واستقبلتُهم ببشاشةِ. وأوقدت السراجَ وبدأتُ أقولُ لهم: لا تُقلقوا ثقتي بالله، إني سوف لا أخفي عنكم شيئاً، فقالوا لي: ألك ذهبٌ؟ قلتُ نعم، لديَّ ثلاثة دنانير. وفتحت القفةَ قدامهم، فأخذوا وانصرفوا بسلامٍ».
  رد مع اقتباس