سؤال: «إن ألزمني أخٌ أن أشربَ معه قدحاً من النبيذِ في قلايته، فهل جيدٌ لي أن أذهبَ معه؟»
الجواب: «اهرب من شربِ الخمرِ، تَسلم سلامةَ الغزالِ من الأوْهاق (أي من حبل الصياد)، وذلك لأن كثيرين بسببِ هذا الأمرِ، اندفعوا إلى السقوطِ بالأفكارِ».
سؤال: «إني أريد أن أستشهد من أجل اللهِ».
الجواب: «من احتمل رفيقَه في وقتِ الشدةِ فذاك قد أصبح داخل أتون الثلاثة فتية».
سؤال: «ما بال الزنى يؤذي الإنسانَ، ويلح عليه كثيراً»؟
الجواب: «لأن الشيطانَ قد عرف أن الزنى من شأنهِ أن يجعلنا عراةً من الروحِ القدس، واسمع ربنا قائلاً: لا تَثبت روحي في هؤلاء الناس بسببِ كونهم زناةً».
أخٌ من القلالي بلَّ خوصاً، فلما جلس يعمل، قال له فكرُه: «اذهب إلى فلان الشيخ»، فقال هو لفكرِه: «اصبر، سوف تذهب بعد أيامٍ»، فقال له فكره: «فإن متَّ، فكيف تذهب؟ اذهب لتسأله عن الحصادِ»، فرد على فكرهِ: «لما يأتي زمانُ الحصادِ»، كما ردَّ على فكرِه قائلاً: «لما أفرغ من هذا الخوصِ المبلول، سوف أذهبُ». ثم عاد فكرُه وقال له: «الهواء طيبٌ اليومَ»، وإنه من ساعته نهض، وذهب إلى الشيخِ، وكان لهذا الأخِ جارٌ قديس يرى الغيبَ، فلما رآه ذاهباً، صاح به قائلاً: «يا مسبي، ارجع وتعال»، فلما رجع قال له: «ارجع إلى قلايتك»، فحدَّثه بقتالِه كلِّه، وصنع له مطانية، ورجع إلى قلايته، فصاحت الشياطين بصوتٍ عالٍ: «غلبتمونا يا رهبان»، وصارت الحصيرةُ التي كانت تحته تلتهب كلُّها ناراً. ثم بادوا مثل الدخانِ. وهكذا تعلَّم ذلك الأخُ خُبثَ الشياطين وحيلهم من هذا الأمرِ.
قال شيخٌ لأنبا بيمين: «إن رأينا أحدَ الإخوةِ يخطئ، فهل ينبغي لنا أن نبكِتَه»؟ فقال أنبا بيمين: «إني إذا كنتُ ذاهباً لقضاءِ مصلحةٍ ما وعبرتُ عليه ورأيتُه يخطئ، حتى ولو جزتُ بجانبهِ، فما كنتُ أبكته، لأنه، ولو أنه مكتوبٌ: اشهد بما تراه عيناك، ولكني أقول لكم: إن لم تجسُّوا بأيديكم، فلا تشهدوا. لأنه حدث مرةً أن لعبَ الشيطانُ بأحدِ الإخوةِ في هذا الأمرِ، فنظر وإذا إخوة مع امرأةٍ في خطيةٍ، فلما قام عليه القتالُ جداً، لم يصبر، فذهب إليهم وقال لهم: كفى، حتى متى؟ فبغتةً نظرهم تلاليسَ قمحٍ. فمِن أجلِ ذلك أكررُ لكم وأقول: إن لم تجسُّوا بأيديكم، فلا تبكتوا أحداً».
ذهب أخٌ إلى أنبا بيمين وقال له: «ماذا تأمرني أن أفعله؟»، قال له الشيخُ: «كن صديقاً لمن يحكي عنك بالشرِّ، وهكذا تجيز أيامك بنياحٍ».