عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:27 AM   رقم المشاركة : ( 360 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

عبر راهبٌ براهبٍ، فقال له: «ما هو تمامُ الحكمةِ؟»، فأجابه: «ليس الحكيمُ التامُ هو ذاك الذي يفرحُ بشيءٍ من لذاتِ هذه الدنيا، أو يحزنُ بشيءٍ من مصائبها أو يغتمُّ به، وإنما الحكيمُ التامُ هو ذلك الذي لا تُفرحه السراءُ، ولا تحزنه الضراءُ، بل يكون عارفاً الابتداء، وما يؤول إليه الانتهاءُ».
حدَّثنا أحدُ الآباءِ قائلاً: إني في بعضِ الأوقاتِ كلَّمتُ الإخوةَ كلاماً نافعاً، فغرقوا في النومِ غرقاً، انتهوا فيه إلى أنهم ما استطاعوا أن يحركوا جفونَهم، فأردتُ أنا أن أبينَ فعلَ الشيطانِ، فأوردتُ حديثاً باطلاً، فانتبهوا للوقتِ وفرحوا، فتحسرتُ وقلتُ: «إلى هذا الوقتِ كنا نتكلم في أشياءٍ سماويةٍ، فكانت أعينُكم كلُّكم غارقةً في النومِ، فلما أوردنا أقوالاً باطلةً، قمتم كلُّكم بنشاطٍ، فلهذا أسألكم يا إخوتي، أن تعرفوا فعلَ الشيطانِ الخبيثِ، وتصغوا إلى أنفسِكم، محترسين من النعاسِ، متى علمتم وسمعتم شيئاً روحانياً».
أخبروا عن راهبين قديسين، كانا أخوين وسكنا البرية، فحرص الشيطانُ على أن يُفرِّقَ بينهما، ففي بعضِ الأيامِ أوقدَ الصغيرُ منهما سراجاً ووضعه على منارةٍ، وبحيلةٍ من الشيطانِ وقع السراجُ وانطفأ، فحينئذ حرد الكبيرُ وضربه، فصنع الصغيرُ له مطانيةً، وقال له: «لا تضجر يا أخي، طوِّل روحَك عليَّ، وأنا أوقدها مرةً أخرى»، فلما أبصر الربُّ صبرَ الأخِ، عذَّبَ ذلك الشيطانِ إلى الصباحِ، ثم ذهب ذلك الشيطانُ فأخبرَ رئيسَ الجنِّ بما كان، وكان كاهنُ الأوثانِ، الذي يخدمهم موجوداً، فلما سمع هذا الكلامَ، ترك كلَّ شيءٍ وآمن وترهبَ؛ ومن بدء رهبانيته، كان يستعملُ الاتضاعَ الكاملَ، وكان يقولُ: «إنَّ الاتضاعَ يقدرُ أن يقهرَ ويحلَّ ويُبطلَ كلَّ قوةِ العدو، وقد سمعتهم يقولون بعضُهم لبعضٍ: إنه كلما ألقينا السجسَ بين الرهبانِ، نجدهم يتلقونه بالاتضاعِ، ويعمل بعضُهم لبعضٍ مطانيات، فكانوا بذلك يُبطلونَ قوَّتنا».
  رد مع اقتباس