قيل عن أنبا يحنس الذي كان من أسيوط، إنه أقام ثلاثين سنةً في مغارةٍ، ضابطاً السكوت، والبابُ مختومٌ عليه، وكانوا يعطونه حاجتَه من طاقةٍ، والذين كانوا يأتون إليه، كان يكتب لهم ويعزيهم. فحدث مرةً أنَّ أربعةَ لصوصٍ نظروا كثرةَ الجموعِ التي كانت تأتي إليه، لأنَّ اللهَ قد منحه موهبةَ الشفاءِ، فظنوا أن عنده أموالاً في مغارتِهِ، فأتوه بالليلِ لينقبوا بابَ المغارةِ، فضُربوا بالعمى جميعاً، وبقوا هكذا واقفين خارج المغارةِ إلى الصباحِ، حيث أتى الناسُ وأمسكوا بهم، وأرادوا أن يسلموهم للوالي فيقتلَهم، فتكلم معهم القديس قائلاً: «إن لم تتركوا هؤلاء الناس، فنعمةُ الشفاءِ تذهب عني»، فتركوهم، وهذه هي الكلمةُ الوحيدةُ التي خرجت من فمهِ خلال مدةِ الثلاثين سنةً.