لا تنسَ أنك أخطأت، حتى ولو أنك قد تُبتَ، بل اجعل النوحَ وتذكارَ الخطيةِ اتضاعاً لك، لكي بالاتضاعِ تتقي الكبرياءَ. اختم بابَ أتعابك بالصمتِ، لئلا يقلعه اللسانُ، فينتج المجدُ الفارغ الذي ينزعها. كما أنك تُخفي خطاياك عن الناسِ، كذلك أخفِ أتعابك أيضاً، فإن كنتَ للهِ وحده تُظهرُ نقائصَك، فلماذا تُظهرُ للناسِ تلك الأتعابَ التي تصنعها لأجلها، بقلةِ رأيٍ. ممدوحٌ هو الإنسانُ الذي يربطُ النسكَ بالفهمِ، لكي تُروى النفسُ من هذين النوعين، وتُظهر النسك بقتلِ الاعضاءِ التي على الأرضِ، أعني: الزنى والنجاسة والأغراض الشريرة. إنَّ من كان همُّه في تذكارِ الموتِ، فذلك يهديه بخوفِ اللهِ. الذي يجمعُ كلامَ الكتبِ المقدسة إلى قلبه، يُلقي الأفكارَ براحةٍ، لأننا نحتاجُ إلى أتعابٍ كثيرةٍ لكي نقطعَ كمالَ الأفكارِ».