عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

وقال أيضاً: «الإنسانُ الذي يُغصبُ ذاتَه دائماً، ليتدبَّر بمقتضى حكم النيةِ، لن يخطئَ بلا توبةٍ. من كان ضميرُه دائماً يهذي بالصالحاتِ، لا ينظرُ إلى نقائصِ قريبَه. الذي يُعَوِّد لسانَه ليقولَ الصالحات على الأخيارِ والأشرارِ، يملكُ السلامُ في قلبهِ سريعاً. الذي فَرَشَ مراحمَه بلا تمييزٍ على الصالحين والأشرارِ، بالشفقةِ، فقد تشبِّه باللهِ. الذي يُبغضُ صورةَ اللهِ، لا يمكن أن يكونَ محبوباً من اللهِ.
من يغلبُ دائماً خُلُقَ مشيئتهِ، فهو مجاهدٌ نشيطٌ، والنعمةُ تفعلُ به بزيادةٍ. الذي يُحكَمُ عليه مرةً ويُلام من نيتهِ، ولا يُقوِّم نوعَ عوائدِه، ترتفع منه النعمةُ ويُترك في التجاربِ ويتبهدل. الذي قد أحسَّ بالراحةِ التي من محقرةِ الذات، أخيَر من الذي وجدَ تكريماً من تاجِ المملكةِ. الذي قد ضُرِبَ بحبِ المديحِ والكرامةِ من الناسِ، ليس لجُرحهِ شفاءٌ، حتى ولو كان بأعمالِ سيرتهِ يقوِّم كثيرين، ففي العالمِ المزمعِ، يكون تدبيرُ سيرتِه مبكِّتاً له بعذابِ الجحيمِ. من كانت في كلِّ وقتٍ طرقُ سيرتِهِ منحلةً، فإن ضميرَه بعيدٌ من الإله، ومن كان قلبُه غيرَ منسحقٍ، وغيرَ محزونٍ، فلن يُعتقَ من الطياشةِ. من زلَّ وأخطأ، وعرف سببَ مرضِهِ، فإنه بسهولةٍ يُشفى بالتوبةِ.
الذي يُصوِّم فمهَ من الغذاءِ، ولا يُصوِّم قلبَه من الحنقِ والحقدِ، ولسانُه في الأباطيلِ، فصومُه باطلٌ، لأن صومَ اللسانِ، أخيَر من صومِ الفمِ، وصومُ القلبِ، أخيَر من صومِ الاثنينِ. من لا ينشقُّ قلبُه بالتحسرِ والتنهدِ، وهو فارغ من صلاةِ الدموعِ، وعادمٌ من القراءةِ، فهو سائرٌ في التيه، لأنه إذا أخطأ فلن يحسَّ. إنَّ الذي يمزجُ قراءته بالتدابيرِ والصلاةِ، يُعتقُ من الطياشةِ.
  رد مع اقتباس