عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

يا أخي، أحضر إلى ذهنِك النارَ التي لا تُطفأ والدودَ الذي لا يموت، ففي الحالِ يَخمُد التهابُ الأعضاءِ، لئلا تسترخي وتُغلب، وتدركك نارُ حزنِ الندامةِ، وتعتادَ أن تخطئَ فتندم. اقتنِ صرامةً منذ الابتداءِ مقابل كلِّ شهوةٍ، لئلا تُغلب لها، ولا تتعود الهزيمةَ في الحربِ، لأن العادةَ طبيعةٌ ثانيةٌ، لأن اعتياد الهزيمةِ لا يُبيِّن أن هناك صرامةً وشهامةً، بل كلُّ حينٍ يبني وينقض، وفي كلِّ وقتٍ يُخطئ ويندم. أيها الحبيب، إن اعتدتَ أن تتراخى إن قوتلتَ، فسوف يكونُ تسطيرُ كتابةِ ندامتِك لا يُمحى إلى الأبدِ. من اعتادَ أن يُغلب لبعضِ الشهواتِ، فذاك يصيرُ موبَّخاً كلَّ وقتٍ من ضميرِه، فتحرز بكلِّ نفسِك من الخطرِ، حاوياً في ذاتِك المسيحَ في كلِّ وقتٍ، لأن المسيحَ هو للنفسِ حلاوةٌ لا تموت، فله المجد إلى الأبدِ آمين.
من أقوالِ مار إسحق: «برُّ المسيحِ عَتَقَنا من برِّ العدالةِ، وبالإيمان باسمِهِ تخلَّصنا بالنعمةِ مجاناً بالتوبةِ. لا تثبت مع أيِّ فكرٍ كان، حتى ولو كان حقيراً، لئلا تتأسسَ فيك عاداته، واضطرارُ العادةِ يجعلُك عبداً لذاك الألم. المتوحدُ الذي يخدمُ الآلامَ، هو تلميذٌ للآلامِ، واضطرار عادة معلمِهِ، تغصبه ليكونَ كمثلِ معلمهِ بغير إرادتِهِ، حسب الكلمةِ السيدية. كلُّ ملكٍ ولو أنه حقيرٌ، لكنه فاتكٌ في بلدِهِ وقويٌ، وكلُّ ألمٍ ولو أنه حقيرٌ، ولكن في بلدِهِ يُظهر سلطانَه. العاداتُ تشجعُ الآلامَ، والأعمالُ تؤسِّسُ الفضيلةَ. سلاحُ الآلامِ والفضائلِ هو تغيير العوائد والخاصيات، فالعوائدُ تطلبُ ما يُقدم لها، وهي رباطاتُ النفسِ، وبالسهولةِ تقتنيها وبصعوبةٍ تنحلُّ منها.
إن الآلام والفضائلَ التي لم تؤسَّس بالاعتيادِ مدةً من الزمنِ، فهي كالشجاع العاري من سلاحِه. لا تترك عادةً تتأسس فيك، وتزيدُ الأفكارَ بغير قيامٍ، لئلا تتجدد فيك الآلامُ التي قد هدأت قليلاً. الأنواعُ والعوائدُ التي قد عتَّقت في الإنسانِ، تُكَمِّل له موضعَ الطبعِ. كلُّ عادةٍ إذا سلَّمتَ لها باختيارِك، تجد لها في الآخرِ سيداً، تسير قدامه مضطراً بغير اختيارك. الهذيذُ بأمورٍ كثيرةٍ، غذاءٌ للنفسِ، سواءً كان صالحاً أم طالحاً أم خليطاً منهما. الهذيذُ بالواحدِ هو الانحلالُ من الكلِّ، والانحلالُ من الكلِّ هو الارتباطُ بالواحدِ. الطبعُ المخلوقُ الميال، إذا بَطُل من العملِ اليميني، لا يثبت هادئاً، بل يرجع إلى الأمورِ اليسارية. البطّالُ من الاهتمام بالفضيلةِ، والتسير بها، بتخيل الخطيةِ يهذي. ذاك الذي لا يريد أن يعملَ البرَّ، فيضطر أن يفعلَ أفعالَ الإثمِ».
  رد مع اقتباس