من أقوالِ مار أفرام: يا أخي تفكَّر بأنَّ ربواتَ الأقوال نهايتها السكوت، محبُ السكوتِ لا يتألم بشيءٍ من أمورِ الدنيا. أحب الناسَ يا من لا يحبُّ شيئاً لما هو للناسِ. أيها الحبيب اتخذ الصمتَ، فإنه يريحك من أدناسٍ كثيرةٍ، اقطع بحكمةٍ الأحاديثَ الضارةَ، ليكون الإنسانُ الباطن حسناً. إذا رأيتَ نفسَك منصدة عن الأقوال الإلهيةِ، متهاونةً بالمواعظِ الروحانيةِ، وتحب الخلطةَ ومحادثةَ الناسِ، فاعلم أن نفسَك قد سقطت في مرضٍ رديءٍ، فاحرص أن تجعل حديثَك مع الربِّ وحده، اسقِ نفسَك المياه الإلهية فتزهر، وتثمر ثمرَ العدلِ.
بدءُ الصالحات وكمالها هو حدُّ الاتضاعِ بمعرفةٍ حقيقيةٍ، لأن المعرفةَ مقترنةٌ بالمتواضع، الإنسانُ مصنَّفٌ من نفسٍ وجسدٍ، إن لم يستعمل الجسدُ خبزاً فلن يعيشَ، كذلك النفسُ إن لم تتغذَّ بالصلاةِ والمعرفةِ الروحانيةِ، فهي مائتةٌ.
إذا ضُربَ البوقُ يستعدُ الجيشُ للحربِ، ولكن في أوانِ الجهادِ، لا يكونُ الكلُّ محاربين، كثيرون رهبانٌ بزيهم، وقليلون هم المجاهدون. في وقتِ التجربةِ يظهرُ تدريبُ الراهبِ وخبرته. الطبيبُ الحاذقُ، من تجربةِ الآلام صار مدرَّباً. يا أخي في كافةِ أعمالِك تذكَّر أواخرك فلا تخطئ أبداً.