عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 343 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

أخان ذهبا إلى مدينةٍ ليبيعا شغلَ أيديهما، فلما دخلا المدينةَ، افترقا بعضُهما عن بعضٍ بحيلةٍ من إبليس، فوقع أحدُهما في الخطيةِ، ولما فرغا من شغلِهما، التقيا، فقال الذي لم يخطئ للآخرِ: «هيا بنا نمضي إلى الديرِ»، فقال ذاك: «لستُ أريدُ المضي الآن». فلما سمع أخوه ذلك انزعج وقال له: «لماذا لا تريد المضي الآن؟»، فأجابه: «إني لما افترقتُ عنك وقعتُ في الخطيةِ». فأراد أخوه أن يربحَ نفسَه، فقال له: «أما أنت فلم تبقَ عليك خطيةٌ لأنك اعترفت بخطيئتك، وأما أنا، فإني وقعتُ في الخطيةِ، ومن عظمِ الكبرياءِ، امتنعتُ عن أن أقولَ لك، ولكن امضِ بنا إلى الديرِ لنطلبَ التوبةَ». فأتيا إلى الديرِ ومضيا إلى الشيوخِ، وأعلماهم بما أصابهما، وطلبا التوبةَ، فوُضع عليهما قانونٌ متعبٌ، وكان الأخُ الذي لم يخطئ، يصنع القانونَ ويقول: «هذا التعب ليس لي فيه شيءٌ، بل احسبه يا ربُّ بدلاً من خطيةِ أخي». فلما نظرَ اللهُ محبتَه، وما يقاسيه من التعبِ عنه، كشفَ لأحدِ الشيوخِ أمرهما، وقيل له في الرؤيا: «من أجلِ محبةِ الأخِ الذي لم يخطئ، غفر اللهُ للذي أخطأ».
عُملت في بعضِ القلالي أغابي، وتفسيرُها المحبة، وتقال بلغة القبط إفراشي، وتفسيرها الفرح، وجلسوا يأكلونَ، وكان بينهم أخٌ لا يأكلُ طبيخاً، فقال أحدُ الإخوةِ للخادمِ: «إنَّ ههنا أخاً لا يأكلُ طبيخاً قط، وهو يريدُ قليلاً من الماءِ والملح». فرفع الخادمُ صوتَه ونادى خادماً آخرَ وقال له: «إن الأخَ فلان لا يأكلُ طبيخاً، فأحضر له قليلاً من الماءِ والملح». فقام أحدُ الشيوخِ عن المائدةِ وقال له: «لقد كان خيرٌ لك لو جلستَ في قلايتك وأكلتَ لحماً، من أن تَصدر عنك هذه القضيةَ هكذا على رؤوس الملأ».
  رد مع اقتباس