عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:23 AM   رقم المشاركة : ( 336 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال راهبٌ لشيخٍ: «لي ثلاثونَ سنةً لم آكل لحماً». فأجابه الشيخُ: «وهل لك ثلاثون سنةً لم تخرج من فمِك لعنةٌ، تلك التي نهانا اللهُ عنها؟». فلما سمع الأخُ ذلك قال: «بالحقيقةِ هذه هي العبادة المرضية لله».
قال القديس مكسيموس: «من غلبَ الحنجرةَ فقد غلبَ كلَّ الأوجاعِ، ومن أحكمَ الاتضاعَ، فقد أحكم كلَّ الفضائلِ».
قال أنبا إشعياء: «ينبغي للراهبِ أن يقتني له مخافةَ اللهِ، وما دامت ليست فيه مخافةُ اللهِ، فهو بعيدٌ من رحمةِ اللهِ، فإذا كان يميلُ إلى الخطيةِ ويستأنس بها، فليعلم أن مخافةَ اللهِ ليست فيه».
قال أنبا بيمين: «الإنسانُ يحتاج إلى خوف الله كمثل احتياجه إلى نسمته ليتنفسَ بها».
قال إقليمس: «من لا يجد في نفسِه خوفَ اللهِ، فليعلم أن نفسَه ميتةٌ».
قال مكسيموس: «الخوفُ الإلهي هو غايةِ اهتمام الإنسانِ بأن لا يقعَ في عقوبةِ الآخرةِ بسببِ خطاياه».
سأل أخٌ شيخاً: «يا أبي إني أشتهي أن أحفظَ قلبي». فقال له الشيخُ: «كيف يمكنك أن تحفظَ قلبَكَ، وفمُكَ، الذي هو بابُ القلبِ، مفتوحٌ سائبٌ».
كذلك سأل أخٌ شيخاً: «كيف يخلص الإنسانُ؟»، فقال له: «يخلص الإنسانُ بالاتضاعِ، لأنه كلما وضع الإنسانُ نفسَه إلى أسفل، ارتفع إلى فوق ومشى إلى قدام».
قال شيخٌ: «لا يوجد أنتن من الإنسانِ الخاطئ، لا الخنزير ولا الكلب ولا الضبع، لأن هذه بهائمٌ وقد حفظت رتبتها، أما الإنسانُ الذي خُلق على صورةِ الله ومثالِه، فإنه لم يحفظ طقسَه. فالويل للنفس التي اعتادت الخطيةَ، فإنها مثل الكلبِ الذي اعتاد زهومات الجزارين، وقاذوراتهم، فهو يُضرب ويُطرد، فإذا تخلى قليلاً، عاد ثانيةً إلى الزهوماتِ، ولا يزال كذلك حتى يُقتل».
قال القديس إبيفانيوس عند خروجِ نفسِه: «لا تحبوا متاعَ الدنيا فتستريحون وتفرحون في الآخرةِ، تحفَّظوا من لذَّات العالمِ، فلا يقوى عليكم وجعُ الشيطانِ، تحفَّظوا بأفكارِكم، لأنه ربما يكون الجسدُ هادئاً ولكن الأفكارَ تهتم بالأمورِ الباطلةِ. أيقظوا قلوبَكم بذِكرِ الله، فتخف قتالاتُ الأعداءِ عنكم».
قال شيخٌ: «ليست الحاجةُ إلى كثرةِ الكلامِ، لأن كثرةَ الكلامِ غريزةٌ في الناسِ، وإنما الحاجةُ ماسةٌ إلى العملِ».
وقال آخر: «إذا كان للراهبِ كلامٌ بغيرِ عملٍ، فإنه يشبه شجرةً مورقةً لا ثمرَ فيها، أما من له كلامٌ وعملٌ، فهو مثلُ شجرةٍ مورقةٍ مثمرةٍ».
  رد مع اقتباس