وقال أيضاً: «إذا ما أفرزتَ نفسَك للتوبةِ، فكلُّ يومٍ لا تصادفُك فيه محقرةٌ لا يكون له حسابٌ عندك، وكلُّ يومٍ لا تجلس فيه ساعةً بينك وبين نفسِك، متفكراً بأيِّ الأشياءِ أخطأتَ، وبأيِّ أمرٍ سقطتَ، لتقوِّم ذاتَك فيه، فلا تحسبه من عِدادِ أيامِ حياتك. الويلُ لمن لا يبكي، ولا يتضايق، ولا ينقي عيوبَ نفسِه، مادام هناك وقتٌ للتوبةِ، لأنه هناك بغيرِ إرادته، بأمواجِ النارِ ينقيها، حتى يوفي آخرَ فلسٍ عليه، الذي هو الزلة الصغيرة.
الذي يتهاون بالصلاةِ ويظن أن هناك ثمة بابٍ آخر للتوبةِ، فهو محلٌ للشياطين، والذي لا يداومُ قراءةَ الكتبِ، ففي التيه سائرٌ، لأنه إذا أخطأ لا يحس. ومن هو متنسِّكٌ من المآكلِ وفي قلبهِ حقدٌ وأفكارٌ رديئةٌ على أخيه، فإنه آلةٌ وأرغن للشيطانِ. احذر من هذه الخِلةِ أن تكونَ جالساً وأنت تدينُ أخاكَ، لأن هذا يقلعُ جميعَ بُنيانِ برجِ الفضيلةِ العظيمِ.