عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 327 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

إن كنتَ محباً للتواضعِ فلا تكن محباً للزينةِ، لأن الإنسانَ الذي يحبُ الزينةَ، لا يقدر أن يحتملَ الازدراءَ، ولا يسرع إلى ممارسةِ الأعمالِ الحقيرةِ، ويصعب عليه جداً أن يخضعَ لمن هو دونه، ويخجل من ذلك. أما المتعبدُ للهِ، فإنه لا يزيِّن جسدَه. واعلم أنَّ كلَّ من يحبُ زينةَ الجسدِ فهو ضعيفٌ بفكرتِه، ولا تَرى له حسناتٍ. وكل من يحبُ الربحَ المنظورَ، لا يقدر أن يقتني محبةً حقيقيةً مع أحدٍ، وكل من يُسرع إلى الكرامةِ، فإنه متعبدٌ لهذا العالمِ، إن كنتَ تكره فاعلي هذا، فابعد عن فعلهم.
الاتضاع والعفة يتعاضدان بالمحقرةِ، والذي يحب الزينةَ والكرامةَ لا تسأله عن حقيقتهما. إن كنتَ محباً للعفةِ فلا تكن محباً للطياشةِ، لأن الملاقاة التي تعرض لك بواسطةِ الطياشةِ، لا تتركك أن تمسكَ العفةَ في نفسِك باحتراسٍ، لأن كلَّ من يحبُ الطياشةَ، لا يكون عفيفاً، وكلُّ من يشتبك بالعلمانيين، لا تصدق بأنه متواضعٌ، وكلُّ من هو محبٌ للهِ، فهو يحبُ الحبسَ والجلوسَ في القلايةِ، إنسانٌ طياشٌ لا يمكنه أن يحفظَ الحقَ في نفسِه من غيرِ دنسٍ.
التوبةُ كثيرون يَعِدُون ويتظاهرون بها، وليس من يقتنيها بتحقيقٍ إلا المحزون. وكثيرون يُسرعون نحو الحزنِ، فلا يجده في الحقيقةِ، إلا الذي قد اقتنى الصمتَ على الدوامِ، كلُّ من هو كثيرُ الكلام، ويخبر بأمورٍ عجيبةٍ، اعلم أنه فارغٌ من الداخلِ، الحزن الجواني هو لجامُ الحواسِ.
إن كنتَ محباً للحقِّ، فكن محباً للصمتِ، لأنه كمثلِ الشمسِ، يجعلك الصمتُ تنير باللهِ، ويخلِّصك من تخايل المعرفةِ، والسكوت يجعلك في عشرةٍ مع اللهِ. الذي يحبُ الحديثَ مع المسيحِ، يجبُ أن يكونَ وحده، والذي يريد أن يكونَ مع كثيرين فهو محبٌ لهذا العالمِ. إن كنتَ تحبُّ التوبةَ، فأحبَّ السكوتَ لأنه بدونهِ لن تَكْمُلَ التوبةُ، ومن يقاومك على هذا فلا تلاججه، لأنه لا يعرف ماذا يقول، لأنه لو كان يعرفُ ما هي التوبةُ، لكان يعرفُ أيضاً موضعها، إنها لا تَكْمُل في السجسِ. إنَّ من قد أحسَّ بخطاياه، لأخيرَ له من أن ينفعَ الخليقةَ بمنظره، والذي يتنهد على نفسِه كلَّ يومٍ، أخير له من أن يقيمَ الموتى بصلاتهِ، والذي أُهِّل لأن ينظرَ خطاياه، أخير ممن ينظر الملائكةَ، والذي بالنوحِ يطلبُ كلَّ يومٍ المسيحَ بالوحدةِ، أخير من الذي يمدحونه في المجامعِ».
  رد مع اقتباس