من أقوال مار إسحق بخصوص التوبةِ: «التوبةُ هي أمُّ الحياةِ، تفتح لنا بابَها بواسطة الفرارِ من الكلِّ. نعمةُ المعموديةِ التي ضيعناها بانحلال سيرتنا، تجددها فينا التوبةُ بواسطةِ إفرازِ العقلِ. من الماءِ والروحِ لبسنا المسيح ولم نحس بمجدِهِ، وبالتوبةِ ندخلُ نعيمَهُ، بنعمةِ الإفرازِ التي بنا تظهر. العادم من التوبةِ، خائبٌ من النعيمِ المزمع أن يكونَ. القريبُ من الكلِّ بعيدٌ من التعزيةِ، أما المبتعدُ من الكلِّ بإفرازٍ، فهو تائبٌ بحقٍّ. بدءُ التوبةِ هو الاتضاع الذي بلا ( ) ولا زيٍّ كاذبٍ مسجس. التوبةُ هي لِباس الثياب الحسنةِ الضوئية. طريقُ الحكمةِ هي ترتيب الأعضاء. طموحُ الجسدِ هو تخبط الحكمة.
الحكمةُ الحقيقيةُ هي النظرُ باللهِ، والنظر بالله هو صمتُ الأفكارِ. الإحساس بالله هو عمقُ الاتضاعِ. ثاؤرية تصور الحق، هي ميتوتة القلبِ. القلبُ الذي بالحقيقة مات عن العالمِ فباللهِ يتحركُ جميعُه، الذي يبني نفسَه أخْـيَر له من أن ينفعَ المسكونةَ جميعَها، أخْـيَر له أن يأخذَ هو الحياةَ، من أن يقسمَ الحياةَ لآخرين. من قد ماتت أعضاؤه الخارجية، فقد عاشت أعضاؤه الداخلية. التواضع بإفرازٍ هو بمعرفة الحقِ، ومعرفةُ الحقِ هي ينبوع الاتضاع. المتضعُ بقلبهِ متضعٌ بجسدهِ أيضاً، والمتوقح بجسدِهِ متوقحٌ كذلك بقلبهِ. والمضطرب بجسدِهِ، مضطربٌ أيضاً بقلبهِ، والمضطربُ بقلبهِ جاهلٌ بعقلهِ، ومن هو جاهلٌ بعقلهِ رديئةٌ هي طرقهُ، ومن كانت طرقهُ رديئةً فهو مائتٌ بالحياةِ.