قال شيخٌ: «إذا جلستَ في قلايتِك، فلا تكن مثلَ قبرٍ مملوءٍ من النجاسات، ولكن كن مثل إناءٍ مملوءٍ ذهباً كريماً، ولك حافظُك، حافظُ النهارِ والليلِ، التي هي قوةُ الربِّ، التي تحفظ عقلَك».
وقال أيضاً: «الذي يريدُ الاختصاصَ بالملكِ، لا يفعل أمورَ السوقةِ والعوام، ومن يختارُ المقامَ في معركةِ الأبطالِ، لا يفعل أمورَ الصبيانِ والأطفالِ».
وقال أيضاً: إذا مدحك الفكرُ قل له: «لماذا تمدحني؟ إنَّ السائرينَ في البحرِ، حتى ولو هدأ عنهم هيجانه، فما داموا بعد في اللجَّةِ، فإنهم يتوقعون رَجَفَاته وغرقه. كما لا يتنعمون بذلك الهدوء الذي كان له أولاً، لأنهم لا يطمئنون جملةً، حتى يصلوا إلى الميناءِ»، نعم لأن كثيرين كانوا على فمِ الميناءِ، ولكنهم عطبوا.
وقال أيضاً: «إذا نال إنسانٌ طِلبتَه، فلا يُعجب بنفسِه، بل يتضع بالأكثرِ، ويتعجب من رحمةِ اللهِ».
وقال كذلك: «إن الذي يلتقي بالناسِ، أما بوجهِهِ فيجبُ أن يكونَ باشاً، وأما بقلبهِ، فليتنهد».
قال شيخٌ بخصوصِ قبولِ الغرباءِ: «إن كنتَ نبياً وصدِّيقاً، ولا تقبل من يأتيك مثل نبيٍ وصديق، فليس لك أجرٌ، وإن لم تكن نبياً ولا صدِّيقاً، ولكنك قبلتَ من أتاك مثلَ نبيٍ وصديق، فأجرُ نبيٍ وصديقٍ تأخذ».