قال القديسُ أنطونيوس: «يجب أن يكونَ خوفُ اللهِ بين أعيننا دائماً أبداً، وكذلك ذِكرُ الموت، وبغضةُ العالمِ، وتجنُّب كلِّ ما فيه راحةُ الجسدِ، وأن نزدري هذه الحياةَ، لنحبَ اللهَ، لأنه سوف يطلب منا هذا في يومِ الدينونةِ، ما إذا كنا قد جُعنا، أو عطشنا، أو تعرينا، أو تنهدنا، أو حزنا من كلِّ قلوبنا، أو امتحنا أنفسَنا هل نحن مستحقون لله، فلنؤثر الحزنَ لكي نجد اللهَ، ولنستهن بالجسدِ لكي تنجو أنفسُنا من العذابِ».
قال شيخٌ: «احذر الغضبَ لأنه يُظلم العقلَ ويلقي من النفسِ لجامَ مخافةِ اللهِ. إن الغضبَ أبو الجنون، فمن يقبله لا يكون وديعاً أمام اللهِ. استعد كلَّ حينٍ لأن تقبلَ الأتعابَ والشدائدَ مع الضيقاتِ الآتية عليك، ولا تصغر نفسُك، ويضعف جسُدك فتُهلك تعبَك، بل اقتنِ صبراً، وثبِّت أفكارَك قائلاً: إن هذه إنما أتت عليَّ بسببِ خطاياي. فإن صنعتَ هكذا، فإن معونة الله ونعمته تدركك سريعاً. طوبى للإنسانِ الذي يحفظُ نفسَه طاهراً في الصغرِ حتى الكبرِ، طوبى لمن له نصيبٌ في قيامةِ الصديقين، فإن الملائكةَ تجمعه إلى أهراء الحياةِ، التي هي فرح ملكوتِ السماواتِ».