وقال أيضاً: «الويلُ للمتوحدِ الحرود، إنَّ قلبَه مسكنٌ للأفاعي، وكلُّ يومٍ يشربُ من مرارتِهِ. الذي ينقلُ الكلامَ، يُبعد ذاتَه من اللهِ، والنعمةُ ليست ساكنةٌ فيه. المخربُ متى يوجد له بيتٌ؟ لأنه لذاتِه يقيمُ بلا مظلةِ اللهِ. الحرود مع من يصطلح؟ لأنه دائماً يكدِّر قلبَه، ويُبعد منه روحَ اللهِ، وهناك تلدُ العقربُ وتربي. اهرب من ذي اللسانين، فإنه يرمي السهامَ المسمومةَ في قلبِ من يُنصت له. ابعد عن المتعظِّمين، فإنهم يحاربون الله. غريباً كن من جميعِ الأغنياءِ، لأن عملَهم جميعَه عبادةُ أصنامٍ. لا تكن رفيقاً للمتخاصمين، لئلا يسكن لجيئون داخلَ بيتِك. احذر الحقودَ لأنه شيطانٌ متجسدٌ. من الذي يمدحك قدامك سدَّ أذنيك واهرب، لئلا يُعريك من الله، ويُلبسك ثيابَه المرقَّعةَ الذي هو لابِسُها. في محبِّ الرئاسةِ لا يسكن اللهُ، فلا تسكن أنت أيضاً معه، الذي يقيم هواه بغير ضرورةٍ، يكون مبغضاً لمشيئةِ اللهِ. الوقح يتشبَّه بالحيةِ، ومأكولُهُ ترابٌ. الذي يرفع صوتَه، معروفٌ عنه أنه ليس فيه المسيحُ».
كما قال: «كن محباً لكلِّ إنسانٍ، بالبعدِ عن كلِّ إنسانٍ. أبغِضْ كلَّ أمرٍ رديء في نفسِك، ولا تُبغض ما في الآخرين. مرذولٌ هو قدام الربِّ من يُبغض الخاطئَ. إذ لك موضعٌ قدِّم توبةً لقلعِ خطاياك. اسكب دموعَك قدام ربِّك، لئلا يرُدَّ وجهَهُ عنك في ذلك اليومِ، الذي يرجوه كلُّ محبيه، لنظرتِهِ الممجَّدة التي بها يتنعمون إلى الأبدِ».