من كلام مار إسحق: سؤال: «ما هو العالم»؟ الجواب: «إن العالمَ هو تجربةُ الخطيةِ، العالمَ هو أن تكمِّلَ إرادةَ الجسدِ، العالمَ هو أن يفتخرَ الإنسانُ بالأشياءِ التي يمضي ويتركها، فلنجاهد يا إخوتي حتى نلبس لِباسَ الفضيلةِ، لئلا نُلقى خارجاً، لأن الربَّ لا يأخذُ بالوجوهِ».
وقال أيضاً: «افحص ذاتَك باستقصاءٍ، وانظر بأيِّ نوعٍ زللتَ، واطلب من اللهِ أن يغفرَ لك، وإذا شئتَ أن تنالَ الغفرانَ، اغفر أنت أيضاً لقريبك. إذا قمتَ باكرَ كلِّ يومٍ، اذكر أنك سوف تعطي جواباً للهِ على كلِّ ما صنعتَ، فلن تخطئَ مرةً أخرى. فكِّر في كلِّ يومٍ، أنه ليس لك في العالمِ، سوى يومِك الذي أنت فيه، فلا تخطئ أبداً. أبغض كلامَ العالمِ، لكي يعاينَ قلبُك اللهَ. أحبَّ الصلاةَ كلَّ حينٍ، لكي يستنيرَ قلبُك باللهِ. احفظ لسانَك كي ما تسكنَ فيك مخافةُ اللهِ. لا تحبَّ التهاونَ، لئلا تحزنْ نفسُك في قيامةِ الصديقين. اذكر ملكوتَ السماواتِ لكي تجذبَك شهوتُها نحوها. اذكر أيضاً نارَ جهنمِ، لكي تُبغضَ أعمالها. دِن نفسَك وحدَك في أعمالِك، حتى لا تنخدع بالإهمالِ والتهاونِ. افحص كلَّ يومٍ فيم أنت عاجزٌ فيه، لئلا تتعبَ وقتَ شدتِك. لا تظن بنفسِك إنك طاهرٌ من الخطيةِ، ولا تثق بنفسِك ما دمتَ في هذا الجسدِ، حتى تعبرَ سلاطينَ الظلمةِ. إذا كنتَ مجاهداً قبالةِ وجعٍ ما، فلا تتخلّ، بل ألقِ بنفسِك قدامَ اللهِ من كلِّ قلبك، وقل: أعني يا ربُّ أنا الشقي، فإني لستُ قادراً أن أقفَ قبالتهم، والله يعينك».