سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «لماذا إذا مشيتُ في البريةِ أكونُ مرعوباً خائفاً»؟ فقال له الشيخُ: «ذلك لأنك لا زلتَ حياً في أمورِ الدنيا».
قيل لشيخٍ: «لماذا لا تضجر يا أبتاه؟» فقال: «لأني في كلِّ يومٍ أتوقع الموتَ».
قال شيخٌ: «إن حزني لكثير على راهبٍ، يكون قد ترك أهلَه ومقتنياته، وألزم نفسَه الغربةَ من أجلِ اللهِ، ثم يرجع يسترخي في وصاياه، فيذهب بعد ذلك إلى العذابِ».
قال شيخٌ: «كما أنَّ عيني الخنزير تنظران إلى الأرضِ ولا يرفعهما، كذلك كلُّ من أحبَّت نفسُه اللَّذات العالمية، فبشدةٍ يرفعُ عقلَه إلى اللهِ، ويهتمُ بشيءٍ مما يرضيه».
قال شيخٌ: «إن كان إنسانٌ ساكناً في موضعٍ، وهو لا يعملُ فيه ثمرةً، فإن الموضعَ نفسَه يطرده».
أبصَرَ شيخٌ أخاً يضحك، فقال له: «يا ابني إننا مزمعون أن نعطيَ للهِ جواباً، أمام الملائكةِ والسماءِ والأرضِ، عن كلِّ أمورِنا وسيرتنا، وأنت تضحك».
سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «ماذا أصنعُ لأخلصَ»؟ قال له: «يجب أن تبكي دائماً».