عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 309 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

أخٌ حريصٌ قامت عليه قتالاتٌ صعبةٌ، سببَّت له حزناً شديداً لدرجةِ أنه كان يخاطبُ نفسَه قائلاً: «ما دامت هذه الأفكارُ معي، فلن أخلص». وكان يتواضع جداً. فذهب إلى شيخٍ كبيرٍ وسأله أن يصليَ عليه لكي يرفعَ الربُّ عنه القتالَ، فقال له الشيخُ: «بل هذا خيرٌ لك يا بُني». ولكنه لجَّ عليه، فطلب الشيخُ إلى اللهِ، فاستجاب طلبتَه ورفع القتالَ عن الأخِ، وإذا بالأخِ قد صار يَسبح لوقتِهِ في لُجَّةِ العُجبِ والعظمةِ، ولكنه ندم وعاد إلى الشيخِ وسأله أن يطلب من الله ليردَّ عليه القتال الذي كان يُسبِّب له الاتضاع.
قال شيخٌ: «تعبُ الجسدِ بكثرةِ القراءةِ يُنقي العقلَ، والسكوتُ يجلبُ النوحَ، والنوحُ يجلبُ البكاءَ، والبكاءُ يُنقي الإنسانَ من كلِّ خطيةٍ».
طلب أحدُ الرهبانِ ممن يسكنون البريةَ المحقرةَ لنفسِه، فقام وجاء إلى ديرٍ من أعمال الصعيدِ، وكان سكانُ ذلك الديرِ كلُّهم قديسين؛ فبعدَ ما أقام عندهم أياماً، قال لرئيسِ الديرِ: «صلِّ عليَّ يا أبي، وأخلِ سبيلي، فإني لست أريدُ البقاءَ ههنا». فقال له: «لأيِّ شيءٍ يا ابني؟» فأجابه قائلاً: «إنه لا يوجد ههنا تعبٌ، والآباءُ كلُّهم قديسون، وأما أنا، فإني إنسانٌ خاطئ، أريد أن أمضي إلى موضعٍ، حيث أُهان وأُشتم، لأنه بالازدراءِ والإهانةِ يخلُص الخطاةُ». فتعجب منه وعلم أنه عمَّال، فأخلى سبيلَه قائلاً له: «امضِ وتقوَّ».
قال شيخٌ: «الاتضاع خلَّص كثيرين بلا تعبٍ، وتعبُ الإنسانِ بلا اتضاعٍ يذهبُ باطلاً، لأن كثيرين تعبوا، فاستكبروا وهلكوا».
قال أحدُ الشيوخِ لتلاميذِهِ عند خروجِ نفسِه: «لا تشتهوا متاعَ الدنيا، فتزدادوا متاعاً كثيراً، كونوا مجهولين من الناسِ، فتصيروا محبوبين من اللهِ، لا تدينوا أحداً من الإخوةِ، وأنتم تقوون على كلِّ أوجاعِ الشياطين؛ تحفَّظوا من كلِّ شيءٍ فيه لذة من لذاتِ هذا العالمِ التي تُحَرِّك الجسدَ بالفكرِ، وذلك ليكونَ الجسدُ دائماً هادئاً ومحفوظاً من الحركاتِ الشيطانيةِ».
قال شيخٌ: «لا تكتم أفكارَك الشريرةَ وخطاياك القديمةَ، فإن وَجد الشيطانُ فيك هوىً واحداً مكتوماً، ففيه يطرحك، لأن الشيطانَ ليست له قوةٌ أن يَجُرَّ إنساناً إلى فعلِ الخطيةِ، ولكنه إذا أبصرَ هواه مائلاً إلى شيءٍ من الخطيةِ، ففيه يطرحه، فإن رآه متحفظاً يستشير في أمورِه كلِّها، ويطيع لِمَا يُشار به عليه، فلا يقوى عليه في شيءٍ بالجملةِ». وكان يقول: «لستُ أعرفُ للراهبِ سقطةً إلا إذا صنع هواه، فإذا نظرتَ راهباً قد سقط، فاعلم أنه وقع بهواه، لأنه فعل برأي نفسِه».
  رد مع اقتباس